الجزيرة- عوض مانع القحطاني - تصوير - إبراهيم القاسم
نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية يرعى معالي قائد القوات البرية الفريق الركن عبدالرحمن بن عبدالله المرشد اليوم تخريج دورة الطيران التأسيسية الأولى في القوات البرية، وكذلك دورة قادة كتائب ودورة متقدمة طيران بمعهد طيران القوات البرية.
وبهذه المناسبة قال معالي الفريق المرشد: إن ما تشهده قواتنا البرية من قفزات هائلة في ظل حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية وسمو ولي العهد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز وسمو مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، جعلت القوات المسلحة بصفة عامة والقوات البرية بصفة خاصة تقف في مصاف الدول المتقدمة من حيث التسليح والتدريب، وقد جاء هذا اليوم الذي نجني فيه ثمار التخطيط الجيد لبناء قواتنا المسلحة ضمن منظومة متكاملة تعتمد على الإيمان بالله سبحانه وتعالى ثم على أبناء هذا الوطن المخلصين لله ولمليكهم ووطنهم.
وأكد الفريق المرشد أن معهد طيران القوات البرية يعتبر من أحدث المعاهد المتطورة في تدريب الطيران العمودي وفق أفضل الأساليب العلمية الحديثة على أيدي أفضل المدربين المتخصصين في مجال الطيران من الضباط الطيارين السعوديين العاملين في القوات البرية.
ولنا الفخر جميعاً بالاعتزاز بهذا المعهد والقائمين عليه من أبناء الوطن المخلصين، بتخريج أول دورة طيران تأسيسية على أحدث الطائرات العمودية بالإضافة إلى تخريج العديد من الدورات المتخصصة في مجال الطيران العمودي من دورات متقدمة طيران ودورة قادة كتائب، وفي الختام أتوجه بالشكر لله على نعمة الأمن والأمان وأن يحفظ الله ولاة أمرنا ووطننا من كل مكروه.
قائد طيران القوات البرية يتحدث للجزيرة
من جانب آخر التقت (الجزيرة) مع اللواء طيار حسين بن محمد العساف قائد طيران القوات البرية الذي سألناه عن فكرة إنشاء هذا المعهد وأهميته فقال: أصبحت الطائرات العمودية اليوم سيدة المعركة في الحرب الحديثة ولا توجد أي أداة حربية أكثر مرونة منها وأكثر فائدة للقائد الميداني وبالرغم من أن هذا الوضع قد يتغير في السنوات القادمة بحكم التطور لطبيعة الحرب. إلا أنه ينبغي الاعتراف أن الطائرة العمودية أصبحت أداة لا يستغنى عنها في عالم اليوم وأن القدرات والمهام التي يمكن أن تؤديها الطائرات العمودية العسكرية لا يحدها شيء سوى خيال القادة الذين يستخدمونها في الميدان.
من هنا بدأت فكرة طيران القوات البرية بعد الأداء المميز في المعارك والعمليات الحربية ودور الطائرات العمودية في تغير مسار المعركة فأصدرت القيادة العليا ممثلة بخادم الحرمين الشريفين عام (1391هـ) بإنشاء طيران الجيش ثم بدأ عليه التعاقد على طائرات الاستطلاع والملاحظة وطائرات الأغراض العامة (صقر الصحراء) وابتعاث عدد من الطيارين والفنيين عام (1410هـ) للتأهيل على الطيران والصيانة وشاركت هذه الطائرات في حرب الخليج وبعد النجاح الذي حققه الطيران العمودي والدور الفعال في الحرب وكان ذلك بمثابة الاختبار الحقيقي لطيران الجيش. وفي نفس العام تم إنشاء مركز ومدرسة طيران القوات البرية وتعدل المسمى مؤخراً لمعهد طيران القوات البرية. وبعد انتهاء حرب الخليج صدرت الأوامر السامية بتزويد طيران القوات بطائرات الأباتشي الهجومية وتغيير المسمى إلى طيران القوات البرية ولا يقتصر استخدام طائرات طيران القوات البرية في العمليات الحربية إنما تستخدم من قبل القطاعات العسكرية الأخرى وتستخدم أيضاً في مساندة وزارة الداخلية للقضاء على الفئة الضالة في مختلف مناطق المملكة حيث يوكل لها مهمة الاستطلاع والملاحظة ومرافقة الوفود والزوار في المهمات الرسمية.
* كيف كانت بدايات المعهد؟
- المعهد بدء كمركز ومدرسة لطيران القوات البرية.. والطيران العمودي في فواتنا البرية بدء منذ 45 سنة وكانت البدايات مع القوات الجوية ثم عندما بدأت الأعداد في تزايد على مستوى إنشاء الوحدات العسكرية فقد وجه سمو ولي العهد ووزير الدفاع والطيران حفظه الله بإنشاء أول مركز ومدرسة في حفر الباطن وكتيبة طيران عمودي عندما وصلت أول دفعة من طائرات صقر الصحراء وطائرات (406) الاستطلاعية وطائرات الهجوم الأباتشي وعندها كسبنا الخبرة وعندنا كوادر وطنية وصلوا إلى مؤهلات عالية منهم اثنان من الضباط وصلوا إلى أنهم يدربون الأمريكان في بلدهم لمدة سنتين وهذا شيء نفخر به جميعاً وواحد من هؤلاء الضباط هو قائد المعهد حالياً.. من هنا جاءت الفكرة بدلاً من أن نرسل مبتعثين لدورات في الخارج لماذا لا ننشئ معهداً طالما عندنا القدرة وعندنا الدعم من ولاة الأمر.. وهذا بالفعل ما حصل فسمو سيدي ولي العهد حفظه الله أمر بتأمين طائرات تدريب وفعلاً حصلنا على هذه الطائرات التي أصبح عددها (15) طائرة وهناك 4 طائرات تدريب قادمة بحيث يصل عدد الطائرات في مجال التدريب (19) طائرة من أفضل الطائرات.. وهي خاصة في مجال التدريب وموجودة في معظم دول العالم.
* ما هي شروط القبول في مجال الطيران؟
- أولاً: الكلية الحربية مصدر الضباط للطيران العمودي فإذا تخرج هؤلاء الضباط واجتازوا اللغة الإنجليزية بعد إعطائهم دورة مكثفة فإنهم يقبلون لدراسة الطيران في المعهد لأن علوم الطيران تحتاج أن يكون الواحد ملماً باللغة الإنجليزية لها شرط وضرورة.. دورات متخصصة في مجال علوم الطيران ويوم غداً تتخرج أول دفعة في الطيران العمودي... لدعم قواتنا البرية وقواتنا المسلحة بشكل عام.
* متى ستبدأ الدورة الثانية؟
- الدورة الثانية تبدأ بعد أسبوعين.. وقد أعد المعهد برنامجاً لقبول الملحقين لهذه الدورة منها دورة في اللغة الإنجليزية وفي شوال القادم سوف تبدأ الدورة في هذا المعهد بعد العيد ولمدة سنة.
* هل معنى ذلك أنكم سوف تستغنون عن ابتعاث الطيارين للخارج؟
- المعهد اليوم أصبح قوياً وأصبح بإمكانه الاستغناء عن أي ابتعاث للطيارين والفنيين في الخارج أو على الأقل نقلل من الابتعاث...لأن المعهد يملك قدرة جيدة من علوم الطيران.. واعتمادنا على أنفسنا يعد إنجازاً لهذا الوطن.. ولا شك ما كان هذا يتحقق لولا دعم سمو ولي العهد ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام وسمو نائب وزير الدفاع والطيران وسمو مساعدهم للشؤون العسكرية وكافة المسؤولين في وزارة الدفاع أصبحنا نأخذ الضباط من الكلية الحربية ضابط عادي ونؤهله أن يكون طياراً ماهراً يتعامل مع هذه المنظومة في النهار والليل... ويعتبر هؤلاء الشباب مكسباً لقواتنا المسلحة.
* هل التجربة ناجحة وهل واجهتم أي مصاعب؟
- في أي عمل لا بد أن تكون هناك مصاعب ولكن بالعزيمة والصبر والتخطيط السليم يستطيع الإنسان أن يصل إلى أهدافه.. التجربة الأولى ناجحة وستكون ناجحة أكثر في الدورات القادمة.
* ماذا عن مجالات الفنيين العاملين في حقل الطيران العمودي؟
- المعهد ركز على الدورات الفنية، حيث استقطب حاملي الثانوية العامة المتميزين للعمل مع الطائرات العمودية في المجال الفني والتقني والآن يوجد في المعهد دورتان طلبة سوف يتخرجون كفنيين.. واعتمادنا بعد الله كبير في تخريج الفنيين للعمل في مجال الطيران.. ولهذا نجحنا بعدم وجود عمالة أجنبية لتتم صيانة هذه الطائرات بأيد سعودية... وليس عندنا أي أجنبي يساعدنا كلهم أفراد فنيون مخصصون لهذا العمل..
* ما هي علاقتكم بالمعهد الفني التابع للقوات الجوية؟
- علاقتنا كانت في البداية كنا نستعين منهم بأفراد للعمل معنا... ولكن في الآونة الأخيرة بدأنا نخرج أفرادنا.. وهم عاونونا في البدايات ولكننا وجدنا أننا لا بد أن نخرج أعداداً كبيرة لأننا توسعنا في مجال الطيران العمودي.. خصوصاً أن وحداتنا في مكل مكان.... ويعتبر معهدنا الوحيد الذي يغذي الطيران العمودي.
* على ماذا تركزون في برامجكم؟
- تركيزنا للضباط أو ضباط الصف هو على اللغة الإنجليزية.. لأن مجال الطيران هو مجال اللغة.. لا يمكن أن يتم ذلك إلا من خلال فهم اللغة لأنه ليس هناك مجال للاجتهاد أو التجاوز عن هذه اللغة.. الموضوع الآخر هو التركيز على المهارات سواء للطيارين أو الفنيين خصوصاً في مجال الصيانة، ونحن وفرنا معامل لغة من أحدث المعامل ومعلمين جيدين عندهم دورات من خارج المملكة ولا غنى لنا عن أي تعاون أو زيارة للمعاهد المتقدمة.
* ماذا عن الكادر التعليمي في المعهد؟
- مثلما قلت لك.. المعهد يزخر بالكفاءات المدربة المؤهلة والحاصلة على دورات متقدمة في الدول الصديقة وكل من يعملون في مجال التدريب والتأهيل سعوديون 100% نعم في البداية كنا نحتاج إلى خبرات وهذا شيء طبيعي.. وقد نجحنا في السعودة بفضل من الله ثم بدعم ومتابعة المسؤولين بوزارة الدفاع.
* ما هي علاقاتكم مع المعاهد المشابهة لكم في الخارج؟
- نعم لنا علاقات مع المعاهد خاصة بالطيارين في أمريكا.. وحلف الناتو والحرس الوطني الأمريكي.. والتعاون مع الدول والاستفادة من الخبرات مطلب ضروري.. وقد تم تقييم هذه الدورات التي يقوم بها معهد الطيران للقوات البرية والبرامج التي تقدمها هذه المعاهد في الدول المتقدمة مطبق لدينا.. وهناك ضابط ارتباط يعمل على جميع التعديلات التي تحدث ونحتاجها في المعهد.
* ما هي طموحاتكم القادمة بالنسبة لتطوير المعهد؟
- حسب توجيهات قيادتنا حفظهم الله أن هذا المعهد لابد أن يكون في يوم من الأيام نواة لهذا البلد لخدمة قواتنا المسلحة في مجال الطيران العمودي.. لأن هناك قطاعات كثيرة تستعمل الطيران العمودي فلابد من التركيز على الأخذ بما هو جديد وهذه القطاعات ترسل ضباطاً وأفراداً لخارج المملكة في مجال التدريب فنحن يوماً من الأيام نسعى ونتمنى أن يكون هذا المعهد هو المكان الطبيعي لمجالات علوم الطيران العمودي.. والمهم أننا بدأنا والخطوات القادمة ستكون أفضل، خصوصاً الطيران العمودي مهم في المجال العسكري أو المدني.. وطموحاتنا أن يلبي المعهد طموح ما تحتاجه هذه القطاعات.
* ما مدى التوسع في المعهد؟
- فكرة التوسع في المعهد غير واردة لأن المعهد كاف لاستقبال الأعداد التي تحتاجها الجهات الأخرى لذلك فإن المعهد يعتبر مكتملاً ومجهزاً بالخدمات المطلوبة.