كانت فرحتي غامرة بالأمس، وأنا أشاهد العين الساهرة السعودية توقف كارهي الوطن والأهل من مروجي المخدرات المهلكات والعياذ بالله، مثلما كانت ولا تزال سعادتي لا تحدها حدود وأنا أرى اليد السعودية العادلة القوية من الجهات الأمنية التي تهتدي ببصيرة مولاي خادم الحرمين الشريفين، وثقة سيدي النائب الثاني وزير الداخلية، وهي تضرب بقوة على أيدي العابثين والمجرمين، لتخلص هذا الوطن وأهله من كثير من الشر كان يمكن أن يقع من هؤلاء الأشرار.
لقد وصلت الأمور إلى حدود عليا من الخطورة التي يقوم فيها العابثون بتدمير الأجيال السعودية خاصة تلك الصغيرة التي لا تزال تنتمي إلى مرحلة الطفولة، وهذا التخطيط الجهنمي إنما يساير أهداف أعداء الأمة الذين يخططون لأجيال عبثية في تفكيرها وسلوكها.
ولأن الخطر الداهم كبير والأدوات المستخدمة خطيرة، فإنه ينبغي علينا ألا نقف بجهودنا عند جهود رجال الأمن حفظهم الله وسدد خطاهم، بل علينا أن نضع جهودنا كلها في المدارس، وفي البيوت، وفي الإعلام، وفي الرياضة، وفي ميادين التدريب والإعداد للبرامج الشبابية المدروسة والكفيلة بحفظهم وتوجيه أدائهم في المجتمع.
علينا إن كنا معلمين ألا نقف في تعليمنا عند حدود المناهج الدراسية، فنذكر دائماً أن التربية تسبق التعليم، وأن التوجيه يسبق السلوك، لذلك فهو المسبب فيه.
وأن كنا إعلاميين علينا أن نعي خطورة مهمتنا، فلا نقف عند حدود نقل الخبر، ولا نكتفي بالنصائح والإرشادات التعبيرية التي أصبح تكرارها غير ذي فائدة، خاصة وأن المروجين لبضاعة الموت لديهم من قدرات الإغراء والإغواء ما هو أقوى من نصائحنا الإنشائية.
وإن كنا آباء وأمهات علينا ألا ينتهي دورنا عند دفع أبنائنا إلى المدارس، بل يجب أن نقوم بدورنا المتكامل مع هذه المدارس، وألا ندع أبناءنا يغيبون عن محور اهتمامنا ورقابتنا وتوجيهاتنا.
إن فيما نشاهده من أحداث وجرائم إنما يعود في معظمه إلى آفة المخدرات التي يستسعر مروجوها في شوارعنا، وأمام بوابات مدارسنا بل وفي فصول أبنائنا الدراسية أحياناً، وليس أقل من ذلك الأوكار التي تختبئ فيها تلك الفئة الضالة لتخطط لهدم هذا المجتمع الإسلامي المتسامح النموذجي.
حين تعي مدارسنا دورها.. وبيوتنا رسالتها.. وإعلامنا واجبه.. وحين يكون ذلك كله رديفاً للجهود الجبارة التي يبذلها رجال أمننا الشرفاء عندها فقط سوف نشل أرجل وأيدي العابثين الذين ينفذون من بعض ثغورنا الضعيفة.. وتاليتها؟!