لقد فقدت الأمة الإسلامية شيخاً جليلاً، عالماً، فقيهاً، محباً، متواضعاً، زاهداً، ورعاً - ولا أزكي على الله أحداً - نعم قد وجد في هذا الزمان رجل يتصف بهذه الخصال ولكنه رحل .. نعم رحل بعلمه الواسع بحضوره المنتشر بوقته الذي ليس له بل لمحبيه الكثر .. رحل شيخنا وعالمنا والعلامة عبدالله بن جبرين (رحمه الله) .. ولا نقول في هذا المصاب الجلل إلاّ ما قال ربنا جل وعلا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} وكما قال نبينا صلى الله عليه وسلم (إنّ العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلاّ ما يرضي ربنا) .. وإنا لفراقك با ابن جبرين لمحزونون.
عندما أتذكر كرسيه في مسجد القاضي وهو يلقي أحد دروسه، أو عند جلسته في الخيمة المتواضعة أيام عيد الفطر في محافظة القويعية في اجتماع إحدى أسر الجبرين، وأنا بقربه .. أتذكر أباً وموجهاً ومربياً عالماً ربانياً لن تراه عيناي مرة أخرى.
من تواضعه (رحمه الله) رفضه لأي شخص أن يقبِّل رأسه - وهو يستحق أكثر من ذلك - وإن حاولت ذلك كان حري بك أن تجهز جيوشك الداخلية ويا ليتك تستطيع، أتذكرم موقفاً لأحد إخوتي عندما حاول تقبيل يد الشيخ (رحمه الله) فبادر الشيخ بسحب يده ومسك يدي أخي ليقبلها!!.. تدبّر ذلك .. ماذا تستنتج؟.. إنه قمة التواضع الذي قلّ أن يوجد في هذا العصر وللأسف.
لقد عاش - رحمه الله - مسخراً وقته ومفرطاً في صحته لنشر ما حباه الله به من علم، فلا تجد حلقاً علمية في أي بلد إلاّ وهو على رأس قائمتها، ولا تدعوه لمناسبة إلاّ كان أول ملبيها، ولكن هذه سنّة الحياة فقد رحل قبله أعز الخلق نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم).
أسأل الله في الختام أن يغفر لشيخنا وأن لا يحرمه أجر ما نشره من علم وأن يوسع عليه قبره .. آمين.
نقيب- بندر بن عبدالله الربيعة
bamr@hotmail.com