الادخار خيط الإعداد للمستقبل وثقافة تعزز النمو الاقتصادي، وسوق الأسهم يمثل أحد منافذ الادخار من زواية الاستثمار طويل الأجل، وتوجد قصص كثيرة عن أشخاص اكتشفوا فجأة مبالغ كبيرة لهم في شركات توجد اليوم في سوق الأسهم، هذه القصص المثيرة للفضول والدهشة ينبغي أن لا تكون مجرد قصص للترويح عن النفس أو إرضاء الفضول الإنساني بقدر ما تستخلص منها الدروس والعبر. ودعوة اقتصاديين مختصين عبر (الجزيرة) إلى إنشاء صندوق أمانات يعنى بحقوق المستثمرين في سوق الأسهم لحفظ الأرباح غير المستلمة في الشركات - والتي غالباً ما تكون لمساهمين متوفين أو من كبار السن والمرضى - تمثل خطوة مهمة ينبغي النظر إليها بجدية من قبل هيئة السوق المالية، وفي الجغرافيا القريبة توجد سابقة جيدة على ضفاف الخليج لمبادرة من هذا النوع حيث أنشأت الهيئة العامة لسوق المال العماني صندوقاً يصب في هذا الاتجاه حقق الأهداف المرجوة منه، ومع الجهود الملحوظة التي تبذلها هيئة السوق المالية لتطوير السوق وحفظ حقوق المساهمين فيه يصبح من الأهمية بمكان النظر بجدية في إنشاء مثل هذا الصندوق في سوق الأسهم المحلي وعدم الاتكاء على الجهود التي تبذلها الشركات لإيصال الأرباح للمساهمين الأمر الذي سيعزز من الثقة والمصداقية في السوق ويدعمه ليكون خياراً استثمارياً إستراتيجياً تحفظ فيه المدخرات، حتى وإن تسبب هذا الصندوق في حرماننا من القصص التي نسمعها عن أثرياء الصدفة!