لقد كان موت العلامة ابن جبرين مصاباً جللاً على الأمة الإسلامية وخسارة كبرى فقد كان طوداً شامخاً في الزهد والتقى وحب الخير للآخرين وسار على نهج السلف الصالح من هذه الأمة من الذين ورثوا علم النبوة وتحملوا الأمانة ونذر نفسه من أجل دين الله والدعوة إليه.
|
رحل شيخنا عن دنيانا الفانية إلى الدار الباقية وقد كان له وقع شديد على النفوس لدى عامة الناس وخاصتهم وحتى من لا يعرفه بشخصه لكن ذكره الحسن عرّف الناس به.
|
فارع لنفسك بعد موتك ذكرها |
فالذكر للإنسان عمر ثاني |
|
لعمرك ما لرزية في فقد مال ولا شاة تموت ولا بعير |
ولكن الرزية بفقد عالم يموت بموته خلق كثير |
إن شيخنا العلامة عبدالله بن جبرين بقية السلف الصالح ذلك البحر الخضم، والطود الأشم، الذي بعد صيته وتناهى فضله.
|
ذلك الإمام قلّ أن يوجد له نظير، فقد جمع الله له كريم الخصال، وعظيم السجايا حتى لكأن البحتري يعنيه بقوله:
|
خلق أتيت بفضله وسنائه |
طبعا فجاء كأنه مصنوع |
وحديث مجد منك أفرط حسنه |
حتى ظننا أنه موضوع |
|
سمح اليدين إذا احتبى في مجلس |
كان الندى صفة لذلك النادي |
متهجد يخفي الصلاة وقد أبى |
إخفائها أثر السجود البادي |
انظر إليه إذا تلفت معطيا |
نيلا وقل في البحر الوراد |
وإذا تكلم فاستمع من خطبة |
تجلو عمى المتحير المرتاد |
أفضى إليه المسلمون فصادفوا |
أدنى البرية من تقى وسداد |
فقد كان شيخنا العلامة رحمه الله متواضعا، يكره المديح مع أنه مستحقا له، فكانت حياته عبادة لله حتى اليقين وعامرة بطاعة الله فما أعظمها من حياة حتى طويت في لحظات كطي السجل للكتب فسبحان الله، لقد رحل عن هذه الدنيا وبكاه الكبير والصغير، والغني والفقير، والأمير والأمور، والرجال والنساء، بل وبكته تلك المساجد التي كانت بعلومه ومواعظه معمورة، بل وبكته الأمة الإسلامية التي طالما دلها إلى طريق الحق والصواب.
|
تلك حياة فقيد الأمة سماحة الشيخ العلامة د. عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين الذي سكنت أنفاسه، ورحل عن الدنيا فأبقى لنا سيرة غراء وذكرى أطيب من ريح المسك.
|
فاللهم إني أسألك باسمك الأعظم أن ترحم شيخنا وتغفر له وتسكنه فسيح جناته.. اللهم اجزه عما قدم لأمة الإسلام خير ما تجزي به عبادك الصالحين، اللهم أنزل على قبره شآبيب الرحمات واجعل قبره روضة من رياض الجنة واجمعنا به وجميع علمائنا ومن نحب في الفردوس الأعلى من الجنة..
|
اللهم ارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين.
|
اللهم اربط على قلوب أهله ومحبيه وطلبته وألهمهم الصبر والسلوان إنك ولي ذلك والقادر عليه.
|
علي بن عبدالله بن علي العجلان - الرياض |
|