لم أكن أتوقع وأنا استقبل رسالة نصية قصيرة عبر هاتفي المحمول من الصديق والزميل الصحفي الأستاذ غازي شريف من جريدة النهار الكويتية وهو يدعوني لمشاهدة عدد اليوم التالي من الجريدة لاشتمالها على مفاجأة سارة للهلاليين، لم أكن أتوقع أن هذه المفاجأة ستكون مدوية بالحجم الذي شاهدناه في الأيام الماضية ولم أتصور أن التغذية الراجعة أو رجع الصدى سيكون بهذا الامتداد التفاعلي الكبير، لقد شكل انفراد صحيفة النهار والزميل غازي بخبر اقتراب الهلال السعودي من الحصول على لقب (نادي القرن) مادة دسمة في الصحف السعودية خصوصا مع انتهاء الموسم وشح الأخبار واقتصارها في أغلب الأحيان على معسكرات الفرق وحركة الانتقالات الموسمية للاعبين المحترفين، لقد جاء هذا الخبر ليشعل المنتديات الرياضية الإلكترونية قاطبة وليس الهلالية فقط، كما أن حجم الردود في النسخة الإلكترونية للموضوع قارب الثلاثمائة رد فيما بلغ عدد القراء الذين مرّوا على الموضوع دون تعليق سبعة آلاف قارئ !! إن أرقاما كهذه تحمل في طياتها استفتاءً حرّا على جماهيرية الهلال الطاغية ليس في المملكة فقط بل في خارج حدودها، كما أن تلك الأرقام تحفز أي متابع لمعرفة المزيد عن هذه الصحيفة وطبيعة عمل القسم الرياضي فيها واعتقد أن هذا التساؤل ربما طرأ على البعض عقب هذا الخبر (الأكشن) بمعنى الكلمة.
إن صحيفة النهار يا سادة هي إحدى الصحف الكويتية الفتيّة يرأس تحريرها الأستاذ عماد جواد بوخمسين نجل رجل الأعمال الكويتي المعروف جواد بوخمسين، أما القسم الرياضي فيقف على رأس هرمه الصديق والزميل المتميز الأستاذ مرزوق العجمي الحاصل على جائزة الصحافة العربية المقدمة من نادي دبي للصحافة قبل شهرين فقط، أما كاتب الخبر الصديق والزميل المبدع الأستاذ غازي شريف فقد اعتدنا منه دائماً الأفكار المتجددة عند التعاطي مع كل موضوع فهو من كتب الموضوع الجميل الذي احتفى به عشاق التانجو، وجاء تحت عنوان (ريكلمي بسيط وغيابه يعقد الأمور) هذا الموضوع استشهد به المعلق الإماراتي الفاخر فارس عوض وهو يصف مباراة الأرجنتين وكولومبيا التي انتهت بفوز الأول بهدف دون مقابل، إذن فكتيبة النهار الرياضية مزودة بكل أدوات المهنية والإبداع والمصداقية، وهذا لا شك مصدر فخر واعتزاز لنا كخليجيين عندما نتنافس تنافسا شريفا داخل المستطيل الأخضر وعلى بلاط صاحبة الجلالة أيضا.
أما الموضوع الرئيس وحديث الساعة وكل ساعة فلن يكون إلا عن هلال آسيا ولقبه المغيّب قسرا منذ سنوات، إن أكثر ما شدني في الخبر أن الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء iffhs اعتمد في إحصائياته على نتائج الهلال في المسابقات الآسيوية والخارجية من العام 1984 وحتى العام 2009 وهذا يتناقض تماما مع ما ذكره رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد بن همام لدى إجابته عن تساؤل الزميل الأستاذ مساعد العصيمي في برنامجه الرياضي الذي يبث مساء كل أحد على شاشة الفضائية السعودية الأولى عندما تحدث عن قضية نادي القرن في الحلقة التي عرضت عقب أسبوعين من المباراة القضية التي جمعت منتخبنا الوطني أمام كوريا الجنوبية على استاد الملك فهد وخسرها منتخبنا بهدفين دون مقابل وشهدت حينها سقوطا مريعا للتحكيم الآسيوي، ابن همام سرد في تلك الحلقة جملة من الأعذار والمبررات لحجب لقب نادي القرن من ضمنها أن تصنيف البطولات لنادي القرن الآسيوي لا يصح إلا بذكر الأبطال في جميع العقود الزمنية الماضية بما فيها الستينات والسبعينات وقال إن هذا العمل يحتاج إلى مجهود ودعم مادي للقيام به ! الآن وبعد تحديد الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء للمدة الزمنية التي يتم الإحصاء فيها وحصرها في الفترة الممتدة من العام 1984 إلى هذا العام 2009 هل سينصاع ابن همام لرأي الاتحاد الدولي أم لا ؟! أم يتعين على الهلاليين تغيير شعارهم ليصبح باللونين الأحمر والأسود ومسماهم إلى نادي الريان بدلا من الهلال حتى يتم الاعتراف آسيويا بمنجزاتهم ؟! أسئلة كثيرة أعتقد أن الأيام القليلة القادمة ستحمل الكثير والكثير للإجابة عنها، فإما أن الاتحاد الآسيوي سيقنعنا بالأرقام والوثائق وإلا فيجب عليه عدم لوم الهلاليين إذا تحدثوا بسوء عنه.
أخيرا ماذا يجب على الهلاليين فعله الآن ؟! أولا الإسراع بإعداد ملف كامل وشامل لجميع المشاركات الآسيوية والخارجية للفريق الأزرق وهذا ما بدأت به الإدارة مؤخرا بحسب خبر نشرته (الجزيرة) عبر الزميل والصديق فيصل المطرفي، الأمر الثاني استشعار عبارة (لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين) إذ يجب على رجال الهلال التعلم من دروس الماضي والعمل الآن على إجهاض أي محاولة للتشويش على لجنة الجائزة بغية تحويل مسارها عن الهلال الأحق باللقب، فكثيرا ما عانى الهلال ولاعبوه خصوصا في الجوائز الآسيوية من تدخلات اللحظات الأخيرة وبالتالي إبعادهم عن الجائزة على الرغم من أحقيتهم بها وما قصة سامي الجابر ثم محمد الشلهوب منا ببعيد، كل التوفيق أتمناه لممثل الوطن زعيم آسيا ليزهو بلقب (نادي القرن) الذي بالتأكيد لن يضيف له شيئا بقدر ما سيحفظ له حقه التاريخي وأحقيته بالقمة وهو يتربع عليها منذ عقد دون منافس بلغة الأرقام لا بلغة الأقلام.. ودمتم سالمين.