يقول روجيه لافتيه الذي يعمل كخبير اكتشاف للمواهب الكروية ونقلها إلى الأندية الفرنسية إلى جانب عمله كصحفي وخبير وعضو لجنة تقييم أداء اللاعبين غير الأوروبيين الذي تابع لقاء المنتخب السعودي ونظيره الكوري الجنوبي في سيئول من أجل المهاجم الكوري لي كيون المنتقل لباريس سان جرمان (يبدو أنني قد ضربت موعداً جيداً لمشاهدة أداء الهوساوي) وعندما سأل عن أبرز ما يميز هوساوي لكي يقول ذلك عنه أجاب (هدوءه اللافت وثباته في المواجهات الفردية، وتركيزه العالي، إلى جانب أدائه القتالي، لقد أحصيت له أكثر من 12 تدخلاً ناجحاً على الكرة دون أن يرتكب أخطاء أو ينال بطاقات ملونة، حيث يلعب بأناقة مفرطة في الروعة يذكرني كثيراً بالمدافع الفرنسي المعتزل مارسيل دياسيي, وأنا أستغرب لعدم انضمامه لأحد الأندية الأوروبية، فأنا واثق من نجاحه لو قدر له اللعب هناك).
ويكمل الخبير الفرنسي كلامه (لقد عرضت الفكرة على أندية فرنسية ولكن الكثير منها أكد صعوبة تحقيق ذلك لأن الأندية السعودية تفرض شروطاً صعبة حيال انتقال لاعبيها، وأنا بدوري أقول أطلقوا سراح هوساوي وسترونه بالتأكيد بعد فترة نجماً رائعاً في أحد الأندية الأوروبية الكبيرة، وأنا واثق من هذا الأمر) انتهى.
تأملت كثيراً في كلام هذا الرجل، ليس لأنه يتحدث عن هوساوي فقط، بل لما يمتلكه الرجل من خبرة جعلته محل ثقة من قبل الأندية الفرنسية، بعد مزيد من التأمل لاحظت أن التصريح لم يكن مجاملة فهو قد خرج من مجلة فرنسية وهي فرانس فوتبول ومن كاتب فرنسي، ولا يوجد طرف سعودي أو حتى عربي في الموضوع حتى تتم المجاملة.
الموضوع إذا ما تم سيحدث نقلة نوعية وكبيرة في مجال الاحتراف لدينا، لأن الأنظار ستبدأ في التوجه ولو قليلاً إلى الدوري السعودي لاستكشاف المواهب منه إلى أوروبا، ولأهمية الموضوع وحاجتنا الكبرى له سأطرح ما لدي على شكل نقاط:
أولاً: تسويق اللاعب عن طريق مكاتب الاحتراف أو حتى لدى هذا الشخص (روجيه لافتيه) عن طريق أقراص ممغنطة DVD فيها مباريات شارك فيها هوساوي سواء في المنتخب أو في الهلال، وقد يقول قائل إننا نبخس هوساوي قدره فالتسويق يكون للاعبين متوسطي المستوى فأتفق معه وأختلف في آن واحد لأن الأندية الخارجية لا تبحث عن لاعبين سعوديين فلذلك لا يوجد سبيل سوى طريقة التسويق حتى تستطيع الوصول إلى الأندية الأوروبية ومن ثم ستتجه الأنظار شيئاً فشيئاً إلى الدوري السعودي وننتهي من مرحلة التسويق لتوفر العيون الباحثة عن اللاعب السعودي فيما بعد بإذن الله.
ثانياً: التنازل والتغاضي عن كثير من الشروط والمبالغ التعجيزية إذا ما أتى عرض من إحدى الأندية الأوروبية وبنظري أن هذا يشكل العائق الأكبر لانتقال اللاعبين خارجياً وهو ما ذكره (روجيه لافيته) في آخر كلامه حين قال (لقد عرضت الفكرة على أندية فرنسية ولكن الكثير منها أكد صعوبة تحقيق ذلك لأن الأندية السعودية تفرض شروطاً صعبة حيال انتقال لاعبيها، وأنا بدوري أقول أطلقوا سراح هوساوي وسترونه بالتأكيد بعد فترة نجماً رائعاً في أحد الأندية الأوروبية الكبيرة، وأنا واثق من هذا الأمر) فهو يقول أطلقوا سراحه أما أنا فأقول أطردوه نعم أطردوه وابحثوا عن مصلحة الكرة السعودية وتطورها ومن أخرج هوساوي قادر على أن يخرج مثله وأفضل بإذن الله.
ثالثاً: قبول أي عرض يأتي من الدوريات الأوروبية شريطة أن يكون دوري تحت عيون الأندية الكبار مثل: الدوري الفرنسي، الدوري الهولندي، الدوري الألماني، الدوري الاستكلندي. سواء كان من فرق المقدمة أو الوسط وفي حال توقيع اللاعب وتقديمه لمستوى ممتاز فسيكون من مطالب أندية فرق المقدمة ومنه إلى فرق الوسط في الدوريات القوية مثل: الدوري الإسباني، الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي.
عموماً الاستفادة من دول سبقتنا في تجربة الاحتراف في أوروبا مثل كوريا الجنوبية ومعرفة كيفية غزو الدوريات الأوروبية سيكون له أكبر الأثر في هذا الموضوع. ختاماً أتمنى من إدارة نادي الهلال المتمثلة في سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد أن تبدأ تحركها الجاد وسعيها الحثيث في التحرك فيما يعود بالنفع للاعب والكرة السعودية وأيضاً للهلال.
ضربات سريعة
* متفائل جداً بإنصاف لجنة الإحصاء في الإتحاد الدولي فيفا ifhh للهلال وتنصيبه نادي للقرن الآسيوي خاصة أن الموضوع لا يعني الإتحاد الآسيوي لا من
قريب ولا من بعيد؛ وهذا سبب التفاؤل كون الاتحاد الآسيوي له مواقف عدة ضد الكرة السعودية.
* واضح من خلال سير المعسكر الهلالي وروح وحماسة أفراده أن الهلال الموسم القادم سيلتهم الأخضر واليابس، ويبقى مسألة واحدة يلزم تحقيقها وهي التجانس فهو مطلب ضروري وهام جداً.
* لا جديد.. محمد نور غاضب ويؤكد أنه لن يستمر مع الإتحاد، ثم يأتي منقذ الإتحاد على طريقة (سوبر مان) ليعيده من جديد، ربما لأن العضو الداعم كان يحتاج لهذه المسرحية أكثر من أي وقت مضى خاصة بعد بيان لجنة الاحتراف.
* الضغوط الجماهيرية النصراوية على الإدارة والمدرب واللاعبين ومطالبتهم بتحقيق بطولة سيفسد جميع الأعمال التي قامت بها الإدارة النصراوية خاصة أن النصر يحتاج إلى ما لا يقل عن 3 إلى 4 سنوات ليصبح فريقاً قادراً على الصعود لمنصات التتويج.
* ربما تكون فرصتي (لي تشون) النصراوي و(لي يونغ) الهلالي هي الأخيرة للاعبين الكوريين، فإما توطيد قدم لأبناء بلادهم في الدوري السعودي أو تأشيرة خروج بلا عودة.
محمد الهاجري –الرياض