ما الزمن؟.. وهل يتساوى هذا الزمن عند كل الناس أم يختلف؟.
وما الوقت؟.. وهل الزمن والوقت أمر واحد، أم هما أمران يختلفان وإن اتفقنا على قياس أمر ما؟.
أسئلة كثيرة من هذا القبيل تزدحم في ذهني عندما أشكو ...
... من فراغ ومن بطالة مؤقتة، فلا أجد أفضل من أن أرسل تفكيري يجوب هنا وهناك، علني أجد ما يشغل فراغي ويفتح لي أمراً غائباًَ عني.
كثيرون عرفوا الزمن بأنه الفترة التي يستغرقها حدوث الفعل، بمعنى آخر الزمن هو الفترة الواقعة بين حدوث فعل وانتهائه، فكان الأولون يقيسون الزمن بفترة قراءة آيات القرآن الكريم فيقال مثلاً: استغرق هذا الأمر بقدر قراءة فلان لعشر آيات من القرآن، طبعاً هذا على اعتبار أنهم في الغالب يقرأون القرآن على غير ما نقرأه نحن، فأحدنا قد يقرأ سورة البقرة في لحظات دون أن تفهم منه ما يقرأ، هذا الزمن الذي نتكلم عنه جميعنا دون أن نفهمه لا نستطيع قياسه حتى وإن ابتكرنا أكثر الساعات دقة، فالنائم قد ينام ثلاث ساعات بجوارك، تشعر أنت أن هذه الساعات الثلاث طويلة ومملة وبطيئة كأنها دهر، بينما كانت بالنسبة للنائم بجوارك غفوة، مرت كأنها ثوانٍ، ونائم آخر يرى في منامه العجب بأنه فتح أمصاراً وأعلا عمراناً، ورأى أحفاد أحفاده بكل تفاصيل انتقال وتبدل المراحل، وشعر بطول الوقت ومرارة الألم فيه، حتى إذا استيقظ علم أن الوقت الذي أمضاه لم يتعد بعضاً من ساعة.
ما الذي يجعل الزمن يختلف من شخص لآخر والوقت لا يختلف نقيسه بساعاتنا؟ ربما لأن الوقت مرتبط بالأمور المادية التي نعلمها ونضبطها والزمن مرتبط بالشعور والإحساس، فالزمن وقت عندما ترجعه للفعل والماديات، والوقت زمن عندما ترجعه لإحساسك ومشاعرك، أو هكذا أظن، وعلى أية حال أرجو ألا يكون تأثير حرارة الرياض واضحاً فيما كتبت، فلا تشغل بالك وانتقل للمقال الآخر في الصفحة علك تجد فيه ما لم تجده في هذا المقال.. والله المستعان.
naderalkalbani@hotmail.com