الرياض - منيرة المشخص
الخلاف الذي ظهر على السطح منذ مدة على توزيع التركة التي أعلن عنها سعد الحريري الرئيس المكلف للحكومة اللبنانية الجديدة والتي احتوت على 30 وزيراً أعطى بطبيعة الحال نصيب الأسد للأكثرية (قوى 14 آذار) باختيار 15 وزيرا وخاصة أن الرفض هو من قبل حزب الله حول الثلث المعطل) فإن بعضهم يرى أنه وبالرغم من وقوعه فلن يفسد للود قضية بل سيكون بادرة خير من قبل الحكومة الجديدة لجمع الأطراف المتنازع هذا ما سماه بعض الإخوة أعداء الأمس ليكونوا أصدقاء اليوم وذلك لمحاولة منه لمنع حدوث أي تصادم مسلح في الوقت الراهن على الأقل لمواجهة خطر أشد سواء من إسرائيل العدو الأول للسلام أو من إيران والتي تثير بين فترة وأخرى قلاقل في المنطقة العربية في حال عودة الهدوء النسبي لها عقب الرفض الواسع لإعادة انتخاب احمدي نجاد.
(الجزيرة) استطلعت آراء بعض المختصين في المجال السياسي حول التشكيل القادم وخرجت منهم بهذه الرؤى المختلفة فتحدث لنا بداية راجح خوري الكاتب المختص في الشأن اللبناني فقال:
إن تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة زعيم الأغلبية الشيخ سعد الحريري يفتح الباب فعلا على عودة الهدوء إلى لبنان وخصوصا إذا ما تجاوبت قوى الأقلية مع الشعار الذي رفعه، أي تشكيل حكومة تلم الشمل وتضم الجميع وتكون قادرة على العمل.
وأضاف خوري: وهذا يعني إن تقبل المعارضة بالتخلي عن مطلبها التعجيزي بالثلث المعطل.
وفي نهاية المطاف إذا تم تشكيل هذه الحكومة وسط أجواء لبنانية توافقية فإن ذلك يساهم فعلا في تكوين موقف لبناني يساعد على ترتيب العلاقة مع سوريا على قاعدة الأخوية ومن الند للند من جانبه قال عقاب صقر المحلل السياسي في الشأن اللبناني - تشكيل الحكومة بقيادة الرئيس المكلّف سعد الحريري سيفسح المجال أمام مشهد لبناني مختلف يقوم على دفع التوازن إلى مقدمة العمل السياسي وإذا ما أضيف إلى السلوك الايجابي والانفتاحي الذي تبديه قوى 14 آذار تجاه حزب الله وسوريا معطوفا على الانفتاح الاستثنائي للسعودية تجاه سوريا، يمكن أن تتشكّل لوحة انفراجية على أكثر من مستوى.
وأردف صقر: ألا أن الاستجابة المحدودة من قبل سوريا ثم حزب الله حتى الآن، وتمترس الحزب وحلفائه خلف الثلث المعطل وغيره من المطالب المرتبطة ببعد داخلي وآخر إقليمي يدلان على نزعة إلى إبقاء الوضع اللبناني قيد المراوحة بانتظار تبدل بعض المعطيات الإقليمية ومعها بعض المتغيرات الداخلية.
ويتفق أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود الدكتور خالد الدخيل في جزئية كبيرة مع ما ذهب إليها عقاب صقر فأوضح ذلك قائلاً: سوف يكون هناك حكومة. لكن المشاكل سوف تبقى كما هي. بعضهم يحاول في الوقت الراهن تثبيت الأسلوب الأنجع لإدارة الأزمة في لبنان بحيث لا تنزلق إلى حرب أهلية أخرى.
من جانبه قال السفير المصري السابق الدكتور عبد الله الاشعل: التشكيل الحكومي الجديد بلبنان مؤشر على العلاقات بين الأطراف ولذلك فإن المرحلة القادمة سوف تتعرض حتماً إلى تحديد العلاقات بين الأطراف اللبنانية جميعاً وبين كل من حزب الله وسوريا.
ويرى السفير الأشعل أن سعد الحريري مازال يتهم سوريا بالمساهمة في قتل والده ويضيف: لذلك نحن نعتقد أن الحريري يجب أن يترك هذا الموضوع لمحكمة الحريري وأن يحرر العلاقات السورية اللبنانية في هذه المشكلة لأن التعامل مع سوريا شرط أساسي من شروط الانسجام بين أطراف النظام اللبناني.