عندما نتواجد أحياناً في احدى الجهات وخصوصاً الخدمية منها نجد صندوقا وضع في إحدى الزوايا كتب عليه صندوق الشكاوى وأحيان أخرى يطلق عليه صندوق الاقتراحات كنوع من تلمس حاجات ومعاناة متلقي الخدمة, وفي الحقيقة انا لست ضد مثل هذه الصناديق وخصوصاً التي تفتح منها!!. ولكن لماذا لا نتوقع ممن يتعامل معنا سوى الشكوى والتذمر واننا لا نستطيع إحداث تطوير الا من جوانب الخلل فقط وبذلك نهمل جانبا هاما جداً في العملية التطويرية والإنسانية وهو تعزيز نقاط القوة لدينا واقصد هنا بالذات شكر من يستحق الثناء.
نحن دائماً ما نتهافت لتوبيخ وزجر كل من يقع تحت مسؤوليتنا ويخطئ ولكننا نترفع وننسى أو نتناسى أن نثني على من يستحق الثناء فان كنت مراجعاً أو موظفاً أو مسؤولاً وارتكب في حقك خطأ ما مقصود أو غير مقصود فانه ستقوم قائمتك التي لا تبقي ولا تذر حتى تعيد لنفسك كرامتها فماذا لو تمت خدمتك على أحسن وجه فهل ستكلف نفسك رد الجميل بكلمة شكر.
اننا لو نعلم فضل شكر الناس لحرصنا على تقديم شكرنا في كل فرصة تتاح لنا فقد ربط الله سبحانه وتعالى شكر الناس بشكره سبحانه وتعالى فعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) إسناده صحيح, وهنا ربط واضح بين شكر الخلق والخالق. واني أتمنى أن أرى في وزاراتنا ومؤسساتنا ومستشفياتنا ومراكزنا التجارية صندوقا للثناء بجانب صندوق الشكاوى حتى نكون منصفين مع من يبذلون قصارى جهدهم في خدمتنا وما أجمل ان نكون من عباد الله الشاكرين.