إن قلت لكم إنني كدت أن أواصل الكتابة دون توقف, وألغي إجازتي السنوية من أجلكم, فإنني لا أبالغ.. ذلك لأن كلماتكم التي ذيلتم بها آخر مقال, ورسائل الجوال التي أضافت لي رصيداً من نبضكم, كانت كفيلة بهذا..
غير أن القطار الذي لا محطة يصلها, لن يجد وقوداً في الطريق الذي لا نهاية له...
وسنة الكون أن يهجع الرُّحَّل ولو قليلاً..
مؤونة هو الصمت, وزاد هو التَّوق...
ألتقيكم اليوم لكل ما هو آت..
سنحمل معاً على الريح كي تستكين..
وسنطرق على الحلم كي يفيق..
وسنربت على الجرح كي يبلى..
وسنهتبل فوح العبير كي تنتشي الوردة..
وسندك التربة كي تلد..
وسنطعم الجذر كي يتنامى..
سنأخذ بالليل إلى مشارف الصبح..
وسنطوي النوم على مناضد اليقظة..
سنقول للوخز هاك الصبر..
وللجوع إياك الرغيف..
ولكل ذي سقم برهانك الحجر..
فهاكم الماء والزهر,..
وكل ما هو آت...
وعليكم السلام..