(الجزيرة) - أحمد القرني
قدم معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة أحر التعازي باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني- حفظهم الله-، وكافة منسوبي وزارة الصحة لأسر المرضى المتوفين الذين أصيبوا بانفلونزا A-H1N1 سائلاً الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جنانه.
وطمأن معاليه الجميع في كلمة استهل بها مؤتمرا صحفيا عقده أمس بالرياض لتسليط الضوء على آخر مستجدات وضع مرض الأنفلونزا أن الوضع ولله الحمد لا يدعو للقلق وانه رغم حالات الوفاة التي حدثت إلا أن الوزارة تقوم بتقصي وبائي كبير مما جعلها تصل إلى إعلان هذه الحالات ولا زالت نسبة الوفيات ضمن المعدل العالمي الذي يتراوح بين -3 و2.7 بالمئة؛ حيث تقع المملكة العربية السعودية بنسبة 07 بالمئة. وأكد أن الوزارة حريصة على مبدأ الشفافية ومتابعة الوضع بشكل دقيق حيث تم تشكيل لجنة لمراجعة هذه الحالات المتوفاة للتأكد من سلامة الإجراءات المقدمة لهم، كما قامت الوزارة بإرسال عينات من تحاليل المتوفين لمركز مكافحة العدوى بأمريكا وأوربا للتأكد من أن نمط الفيروس لم يتغير.
وأوضح معاليه أن المرض، وكما هو حاصل في العالم، ينتشر بشكل سريع، ولكن ولله الحمد معظم الحالات خفيفة ومتوسط الحدة ونسبة الشفاء ولله الحمد أكثر من 90 بالمئة.
وبين معالي الدكتور عبدالله الربيعة أنه ضمن خطط الوزارة لمكافحة الوباء قامت اللجنة العلمية بالتواصل مع المنظمات الدولية والدول المتقدمة وحدثت خطة العلاج بناء على ذلك حيث تقضي التعديلات البدء بالعلاج للحالات المصحوبة بالمضاعفات دون الحاجة للانتظار لخروج نتائج الفحص المخبري مشيراً إلى أن الوباء لا زال جديدا والمعلومات المتاحة عنه محدودة عالميا؛ مما يصعب سرعة ودقة التشخيص كما أن التوقعات العالمية تشير إلى أن انتشار المرض قد يزداد في الفترة القادمة.
وكشف معاليه أن وزارة الصحة قامت بتأمين كميات كافية من الأدوية والكواشف وتم حجز كمية مناسبة من اللقاح الجاري تصنيعه. وأهاب معاليه بوسائل الإعلام المختلفة مشاركة وزارة الصحة بالتوعية ورفع مستوى الوعي لدى المجتمع عن هذا الوباء. وجدد معاليه تأكيده على المواطنين والمقيمين الالتزام بالاشتراطات الوقائية.. بأخذ الحيطة والحرص في الأماكن المزدحمة والمغلقة بارتداء قناع واق في هذه الأماكن، أما عند ظهور أعراض الإنفلونزا ولمنع انتقال المرض للمخالطين فيفضل المكوث في المنزل والحفاظ على مسافة لا تقل عن متر عند مخالطة الآخرين والاكتفاء بالمصافحة عند السلام، وكذلك تغطية الأنف والفم عند العطس أو السعال واستخدام المناديل الورقية والتخلص منها بطريقة صحية، إلى جانب غسل اليدين بالصابون والماء الدافئ عدة مرات يوميا، وتنظيف الأسطح والأدوات الصلبة التي يتم لمسها بالمنظفات عدة مرات يوميا. وأكد ضرورة مراجعة الطبيب أو المرفق الصحي في حالة ظهور الأعراض التالية.. (ألم في الصدر وضعف في التنفس وظهور بلغم دموي وعدم تحسن الأعراض بعد 3 أيام)، والتأكد من تنفيذ الأطفال لتلك الاشتراطات والإجراءات الوقائية.
وفي إجابة لمعالي وزير الصحة حول عدد الحالات المصابة بمرض انفلونزا A-H1N1 في المملكة أوضح معاليه أن عدد الحالات وصل حتى اليوم إلى 595 حالة مشيرا إلى أن عدد الوفيات من الإنفلونزا الموسمية أكثر من الوفيات من مرض انفلونزا الخنازير، مبيناً أن الوفيات حصلت في كل دول العالم ولم تقتصر على المملكة وأن عدد الوفيات في الدول المتقدمة يقدر بالمئات، وقال(إن نمط المرض غريب حيث أن بعض الدول تعلن عن وفاة مرضى بسبب التهاب رئوي حاد بينما السبب الحقيقي هو انفلونزا الخنازير).
وأكد معاليه أن وزارة الصحة دقيقة في تقصي الوباء، مبيناً أنه ليس من المستغرب تأخر التشخيص وأن هذا يحدث في أي وباء جديد نظرا لتداخل أعراض الانفلونزا الموسمية وبعض الأمراض الأخرى كالالتهاب الرئوي مع أعراض انفلونزا الخنازير مشيرا إلى أن التقصي الوبائي في المملكة أكد حدوث هذه الحالات.
وحول تغيير نمط العلاج قال معالي وزير الصحة (إنه تم قبل حالات الوفاة للمصابين اجتمعت اللجنة العلمية الوطنية قبل عشرة أيام وتم التواصل مع منظمة الصحة العالمية و(سي بي سي) في أمريكا ومركز مكافحة الأوبئة وتم اتخاذ قرار ووزع على كافة القطاعات الصحية بالبدء بالعلاج دون ظهور نتيجة التشخيص خاصة في الأعراض السابقة).
وبين الدكتور عبدالله الربيعة أن المملكة من أوائل الدول التي حجزت اللقاح حيث تم حجز 4 مليون جرعة لقاح مشيرا إلى أن الحصول على اللقاح ليس بالسهل وهناك تنافس عالمي ولكن أعطيت المملكة هذه الكمية الكبيرة نظرا لموسمي العمرة والحج، لافتا النظر إلى أن هذه الكمية درست بعناية من اللجنة العلمية لحجاج الداخل والقائمين على أعمال الحج سواء من الصحيين أو غيرهم إضافة لسكان مكة والمدينة لاحتكاكهم بالحجاج مضيفا أن هناك أيضا حجز لكميات أخرى مستقبلاً.
وقال معاليه (إنه من المتوقع أن يوزع اللقاح في أواخر شهر أكتوبر القادم لأنه لا يوجد أي معلومات تؤكد وقت صدور اللقاح في أي دولة من دول العالم لأنه يخضع لتحاليل لضمان سلامته).
وحول مطالبة بعض الممارسين الصحيين في المستشفيات بصرف بدل عدوى قال معاليه (أعتقد أنه قبل أن ننظر إلى البدلات أن ننظر إلى علاج المواطنين وهذه المهنة إنسانية والأهم من البدل هو استعمال الإرشادات الوقائية للممارسين الصحيين ونحن الآن في موقع أهم من النظر في البدلات وهو أن ننظر في حماية المواطن والمقيم).
وبين معالي الدكتور عبدالله الربيعة أنه سيكون هناك اجتماع مع بعثات الحج في جدة قبل الحج بهدف وضع برنامج توعوي للممارسين الصحيين مشيرا إلى أنه تم الاتفاق مع وزارة الحج لعمل خطة للأقسام الصحية في بعثات العمرة والحج الداخلية حيث يقوم الطب الوقائي بعمل توصيات لهذه البعثات.
وحول وجوب فرض الإقامة على مرضى انفلونزا A-H1N1 حتى لا يتم انتشار المرض بشكل أكبر قال معاليه (إن منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة العدوى في كل العالم لا ترى حاجة لتنويم المرضى، فقط هنالك حالات معينة تدخل المستشفيات).
وأوضح معاليه أن وزارة الصحة وضعت خطة لموسم الحج والعمرة وتم مراجعتها أكثر مرة كما تم دعوة خمسين خبير ووضع خطة للحجاج وتم إرسالها إلى كافة الدول عن طريق وزارة الخارجية.
وحول إمكانية إجراء فحص مخبري للقادم من خارج المملكة قال معاليه (إنه ليس من الممكن إجراء فحص مخبري لكل من يقدم من خارج المملكة وأنه من غير الممكن إجراء فحص مخبري من الناحية العملية وغير ممكن من الناحية الإجرائية والمالية)مشيرا إلى أنه هذا الإجراء لم يحدث في أية دولة في العالم.
وفي رده لسؤال (الجزيرة) لماذا لا يجبر المريض بالبقاء في المستشفى حتى انتهاء فترة علاجه، قال د. الربيعه هذا مرض متوسط الحدة ويجب ألا نعمل شيئا يخالف العالم، منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة العدوى في كل العالم لا ترى حاجة لتنويم مرضى أنفلونزا الخنازير، فقط هناك حالات معينة تدخل المستشفى التي ذكرتها ما عداها تعامل مثل الأنفلونزا الموسمية، وجميع العالم الآن أوقف الفحوصات المخبرية إلا لمن لديهم أعراض المضاعفات نظرا لاستنزاف المختبرات. وعن حملات العمرة والحج التي توجد لديها أطباء مرافقين لحملاتهم، ذكر د. الربيعة انه تم التنسيق مع وزير الحج لوضع آلية لتوعية حملات العمرة والحج لضمان وصول التوعية اللازمة.