على مدى عدة سنوات.. كتبت أنا وغيري من الزملاء محذرين من مغبة تمرير بعض الممارسات والأفكار المشبوهة وذات الأهداف الخبيثة والسكوت عليها تحت أي مبرر.. حتى لا تتنامى وتتطور إلى أن تصبح معضلات لها ما لها من الأبعاد والنتائج السيئة التي يصعب حلّها.
** وطالبنا بضرورة الوقوف بحزم في وجه تلك التوجهات النتنة دون جدوى(؟!).
** وكما توقعنا.. فقد أخذت تلك الممارسات والأفكار بما تحمله من تجاوزات وشبهات في التنامي والاتساع والظهور علنا.. بعد أن كانت المكاتب والمجالس الخاصة هي أماكن تداولها.. أي في حدود ضيقة إلى حد ما(؟!)
** مثلاً : مُررت (لعبة) تصنيف أنديتنا انطلاقاً من مفاهيم وثقافات طبقية وفئوية هي أقرب إلى العنصرية منها إلى حُسن النوايا أو العضوية(؟!).
** تلك التصنيفات التي أثمرت مسميات ذات مدلولات وأبعاد ما نزل الله بها من سلطان.. هذا فضلا عن تصادمها وتعارضها الواضح مع التوجه العام لسياسة الدولة، ومع قناعات وثوابت المجتمع المتوارثة عبر الأجيال، وأن أنديتنا جميعها أندية وطن لا يمكن لأحدها أن يستأثر بشرف المواطنة على حساب البقية وخصوصاً إذا كانت المسألة مجرد أكذوبة تم الترويج لها من خلال أقلام مأجورة تعاني من عقدة الانتماء(؟!).
** ولأن الأولى مُررت دون أن يُتخذ حيالها أي إجراء رادع.. فكان من السهل جداً تمرير (فتنة نجيب قناة أبو ظبي) المحبوكة بعناية حين صنف الأندية السعودية إلى أندية أمراء وأندية فقراء(؟!).
**وبدلاً من مساءلته ومحاسبته هو وشلته.. تهافت القوم على ضيافته واستضافته وكأنهم يعيشون في الربع الخالي، وأنهم للتو خرجوا من عزلة وبالتالي وجدوا فرصة الظهور فضائيا(!!).
** كذلك كتب الزميل الاستاذ (صالح بن علي الحمادي) في جريدة الشرق الأوسط عل خلفية أحد الأحداث محذراً من نتائج (تطنيش) ما يجري من عبث يتمثل في السعي إلى تكريس مفاهيم تصنيفات أنديتنا على شاكلة ما يجري(؟!).
** الزميل الحمادي حينما تناول موضوعه ذاك لم يتناوله من فراغ.. وإنما من واقع معايشة استمرت لعدة سنوات قضاها في معقل تداول هذا النوع من الثقافات والأدبيات.. وهو بالتأكيد أخذها من أفواههم، كما سمعناها من قبله وما نزال نسمعها(؟!).
** والحديث الدائر هذه الأيام منسوباً إلى الأرجنتيني (كالديرون) نقلاً عن إحدى الصحف الإسبانية حول الكرة السعودية.. وأن ثمة أندية ملكية وأخرى شعبية.. وتنافسات غير متكافئة أي (غير شريفة).. ما هو إلا حلقة من سلسلة طويلة، وبالتالي فلم يخرج عن إطار ما كنا وما زلنا نحذر منه ومن تبعاته(؟!).
** على أنه لا فرق يذكر فيما إذا كان كالديرون قد أدلى بهذا الكلام من تلقاء نفسه أو كان مدفوعاً للإدلاء به.
** ذلك أنه إن كان قد أقدم على ذلك طواعية فمن المؤكد أنه قد اعتمد على ظهر قوي بمقدوره استلاله من الورطة كما تُستل الشعرة من العجين(؟!).
** وإن كان قد تم استخدامه كأداة لتمرير الفضيحة فالأكيد أيضاً أن من كانوا وراء العملية.. قد تحسبوا للأمر وأعدوا له عدته بحيث يمكنهم الخروج من المأزق بأقل الخسائر(؟!).
** ففي كلتا الحالتين سيتم إلقاء الأسباب على شماعة (الترجمة) أو على شيء من هذا القبيل.. هذا إذا افترضنا وجود مساءلة ولم يتم تمييع القضية كالمعتاد(؟!).
** أما الأكثر تأكيداً فإن الصحيفة الإسبانية لن تغامر بسمعتها من خلال التورط في قضية كهذه تمس سمعة بلد بأكمله دون أن يكون ثمة من تطوع للقيام بدور البطولة في هذه الحلقة من المسلسل سواء كان كالديرون أو خلافه(؟!).
** وفي يقيني أنها إن مرت هذه الواقعة دون أن تأخذ حقها من المساءلة واستقصاء الحقائق وصولا إلى وضع الأمور في نصابها.. فإنما يعني أن القادم في هذه السياقات لا يبشر بالخير(؟!).
قناة الزعيم
** ظننت في بادئ الأمر بأن الزملاء الذين تحدثوا وكتبوا عن سلبيات قناة الزعيم.. إنما يبالغون في نقدهم ذاك، وأن المسألة لا تعدو عن كونها رغبة في حث من يعنيهم الأمر إلى زيادة معدل الاهتمام والعمل على الرفع من رتم تلبية احتياجات المشاهد كحق مشروع تكفله وتفرضه البروتوكولات والالتزامات التعاقدية بين النادي والشبكة المشغلة.
** ولاسيما وأن الشبكة تجني الأموال الطائلة نظير تشغيلها واحتكارها للقناة.. بما في ذلك فرض جملة من الشروط التي تثقل كاهل ذلك المشاهد(؟!).
** ما يعني ضرورة حقه في الحصول على ناتج ما دفعه من مال دون منٍّ أو أذى.
** غير أنني وبعد مشاهدتي للقناة عن كثب وجدت بأن الزملاء كانوا أكثر حضارية وأكثر لطافة ومرونة في نقدهم.
** إذ تبين لي من خلال متابعتي للقناة على مدى عدة أسابيع.. أنها مجرد نسخة مكررة لتعاملات تشويهية بحق النادي الكبير وجماهيره وتاريخه مع سبق الإصرار والترصد(!!).
** وأنها لا تضيف للكيان الكبير ما يستحق الذكر.. بل على العكس من ذلك تماماً.. لعل أدناها العمل على احتقار أنصاره من خلال التمادي في عرض بعض اللقاءات التي تثير اشمئزازهم في أوقات يفترض منها عرض ما يطيب خواطرهم ويراعي مشاعرهم(؟!).
** باختصار شديد وبأمانة: لا أرى غضاضة في ضم قناة الزعيم بوضعها الراهن ضمن أبرز سلبيات الموسم الماضي للهلال.. وأن بقاء الزعيم من دون قناة من هذا النوع أجدى وأكرم.
من الحكم الجنوبية
(من خدعنا مرة حسبنا الله عليه.. ومن خدعنا أكثر من مرة حسبه الله علينا).