مع أني أؤمن بأن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، وأن لكل زمان ظروفه، وكل حضارة لها مقوماتها وأسبابها التي تقوم عليها إلا أن مقالة الزميل العزيز سعد الدخيل هذا اليوم عن مدينة ثرمداء الغالية في وشمنا الأغلى تجعلني أسأل: هذه المدن والقرى والمراكز التي كانت في يوم من الأيام محط حديث الرحالة، مرور قوافل التجارة ومقصد طلب العلم في القرون الماضية هذه المواقع لما نزورها الآن نجدها في كثير من الأحيان ذهبتها صورتها التاريخية، واندست آثارها الجغرافية - للأسف-، وأصبحت لا تشهد حراكاً سوى في إجازة آخر الأسبوع أو الإجازات الموسمية، بعد أن يفد إليها سكان المدن الكبرى ثم تعود إلى واقعها السابق.
حين تتأمل في بعض كتب التاريخ عن مدن وقرى تجد أنها تحوي بين جنباتها عدداً من العلماء و القضاة والكتاب والنساخ، والآن لا يوجد أي شيء من ذلك.
وأضرب مثلاً بدرة الوشم العلمية مدنية أوشيقر فقد نقلت المصادر عن وجود عدد من العلماء بها غير قليل في فترات سابقة.
سؤالي: هل بالإمكان أن تعود مراكز العلم سابقاً إلى وضعها السابق أم أن العلم والثقافة مرتبطتان بالمدن الكبرى والحضور الجماهيري؟!.
سؤال آخر: لو نبغ عالم في هذه المدينة أو تلك القرية، هل بالإمكان أن يجعل من مدينته أو بلدته وجهة علمية، أم أن ذاك محال؟.
أخيراً: لو تم في بلادنا ما نشاهده في دول أخرى من قيام جامعات عامة أو متخصصة في الأرياف والمدن الصغرى، هل سيخدم هذا هذه المدن ويعيد إليها توهجها في السابق أم لا..؟.
هذه أسئلتي، وإن لم تبدو لكم أسئلة مناسبة أو قابلة للتطبيق في زماننا هذا، فعدّوها من حديث النفس أو الخواطر والأفكار.
للتواصل
Tyty88@gawab.com