Al Jazirah NewsPaper Sunday  02/08/2009 G Issue 13457
الأحد 11 شعبان 1430   العدد  13457
الاعتداء الثلاثي على مصر قاده لترك اللغة العربية والاتجاه إلى العسكرية!
العرفج يقود قطار حياته إلى محطة التوثيق

 

كتب - محرر الوراق

صدر للفريق ناصر بن عبد العزيز العرفج (المولود عام 1357 ه)، كتاباً ضمنه مذكراته وذكرياته في مسيرة الحياة، الكتاب قاربت صفحاته ال (280 ص) وجاء الكتاب مهما ومطلوبا ليسد ثغرة مهمة في هذا المجال في ظل قلة التوثيق للشخصيات السعودية العامة بشكل عام والعسكرية بشكل خاص.

بين العرفج أن من دوافع تأليفه لهذه المذكرات هو مقارنة الأجيال الحديثة لواقعهم بما يجعلهم يستثمرون الإمكانات الحديثة المتاحة بين أيدهم في المجالات التقنية وتطويعها في خدمة الدين والوطن.

العرفج قال في مقدمة مذكراته إنه وإن تحدث عن تجربته الشخصية إلا أن ذلك لا يعني أنها تمثل حالة شخص واحد أو لمنطقة واحدة، لكنها تمثل واقع المجتمع السعودي باستثناء منطقة الحجاز فقد كانت - بحسب العرفج - وخصوصاً مكة والمدينة يتمتعان بمزايا لا تتمتع بها المناطق والمدن الأخرى لوجود الحرمين الشريفين بهما وكونهما محط التقاء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

استفتح العرفج مذكراته بتعريف الخرج وقاعدتها الدلم مسقط رأسه وأسرته، وتحدث بشكل مفصل عن الطراز العمراني في هذه المواقع، وحديث عام عن المجتمع في الدلم.

بعد ذلك تحدث العرفج عن اتصاله بالتعليم وموقف لطيف له في صغره مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي السعودية السابق.

تلى ذلك حديث العرفج عن محطاته التعليمية حتى وصوله المرحلة الثانوية إلى أن تحدث عن المنعطف الأهم في حياته، وهو دخوله في المجال العسكري حيث قال:

بعد تخرجي من المعهد كان هناك خياران أمام الطالب إما الالتحاق بكلية الشريعة أو الالتحاق بكلية اللغة العربية وكان عميدها آنذاك الشيخ عبد الله بن خميس وكان جميع المدرسين إما مصريين أو سوريين وكانوا مختصين في اللغة العربية، وبعد ما يقرب من الثلاثة أشهر على بدء العام الدراسي حدث الاعتداء الثلاثي على مصر عام 1376هـ (1956م) ففتح باب التطوع في كلية الملك عبد العزيز الحربية فالتحق بها المتطوعون من مختلف فئات المجتمع منهم الأمراء والمشايخ والطلاب، وقد التحق عدد كبير من طلاب المعهد العلمي بمركز التدريب للمتطوعين وكنت أحدهم وكان عمري ثماني عشرة سنة فراقت لي العسكرية..

بعد ذلك شرع العرفج في ذكر معلومات تفصيلية عن تسلسله الوظيفي ضمنها توجيهات ونصائح مهمة للجيل الناشئ في هذا القطاع الحيوي، كما أنه كان صريحا في الحديث عن بعض محطات العمل، وعن ما يكتنفه من شعور بالرضا أو عكسه عند الولوج في أي عمل من هذه الأعمال، وتحدث عن محطات مهمة أخرى موثقة بالتواريخ عن مسيرة الجيش السعودي سواء في الداخل أو الخارج وهي تستحق الحديث والتفصيل والتوثيق بالصور إن وجدت عنده.

العرفج كان مؤرخا أمينا في سرد مذكراته من متخرج في كلية عسكرية إلى وصوله إلى أعلى رتبة عسكرية ودرجة علمية (فريق ودكتور) ومرورا بمحطات مهمة جدا كان من آخرها استخبارات وزارة الدفاع والطيران، ثم أمين مجلس الخدمة العسكرية الذي يرأسه خادم الحرمين الشريفين، وكان واضحاً وصريحاً ومناقشاً لكثير من الموضوعات التي تهم الباحث في تاريخ الخدمة العسكرية في هذا البلد إلا أن القارئ قد يستوقفه خلو هذه المذكرات على أهميتها من الوثائق والصور لما لها من دور مهم في توثيق ما تحدث به العرفج في محطات مهمة من مذكراته.

أخيرا لم يغفل الفريق العرفج في هذه المذكرات أن يشير في أكثر من موضع في هذا الكتاب إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ومواقفه الإنسانية وأسلوبه المثالي عند رغبته في تعيين أحد موظفيه في مكان آخر ومنهجه في ذلك.

المذكرات توفر المعلومة (أو مدخل المعلومة) لكل من يرغب في شيء عن تاريخ الخدمة العسكرية في هذا الوطن ولعله يتبعها جزء ثان من الفريق العرفج يستكمل فيه الحديث في هذا الموضوع، وبخاصة أنه لا يزال على رأس العمل، وأن تكون هذه المذكرات مصحوبة بما يمكن و يناسب نشره من الوثائق والصور الخاصة بكاتب يحمل هذه المذكرات عن الخدمة العسكرية في وطننا الغالي.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد