في زمن الاتصالات والمواصلات الفائقة السرعة وفي زمن الخدمة الإلكترونية التي وفرت أجهزتها الدولة لكافة الجهات الخدمية وفي زمن الإنترنت والحصول على أكثر المعلومات سرية في العالم وفي زمن يفتح فيه صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة باباً للحوار والشفافية بين المواطنين وأهم جهاز حساس في الدولة ويدعو فيه للنقاش والشفافية عبر ندوات (تاريخية) مهمة بين الاستخبارات والمواطنين غيرت المفهوم القديم لسرية ذلك الجهاز الهام الذي قد يُصاب فيه المواطن العربي في بعض الأقطار العربية بالجلطة المباغتة لمجرد ذكر هذا الجهاز، وفي الوقت الذي يفتح كل المسؤولين في المملكة أبوابهم وعلى رأسهم أصحاب القرار الكبار للاستماع لشكوى المواطن وحاجته، أقول رغم كل ما ذكرت إلا أن هنالك جهة (ما) في المملكة لا يمكن لموظفيها أن يعطوك حتى رقم سنترال إدارتهم، فما بالك بأرقام (كذا) مدير تنفيذي يجلسون على هرم تلك (الجهة السرية الغامضة).

* * *

بالطبع ولكي لا نطيل (تحرق قلب) القارئ لمعرفة تلك الجهة ال(ما) والتي ليس لها مهمة إلا (الماء) وأعني بذلك شركة المياه (الوطنية!!) والتي يتعلق عملها مباشرة بحياة المواطن إذ لولا الماء (لما) عاش أحد(!!) أما كيف اكتشفنا ذلك فقد انقطعت المياه عن أحد أحياء النسيم الشرقي ولمدة (12) يوماً وكان المواطنون يصرخون يومياً لشح الماء ويتصلون بالرقم (المجاني) لقسم الطوارئ في تلك الشركة فيجيبونهم شباب بمنتهى اللطف والاهتمام ويقولون لهم إن دورنا فقط هو توفير صهريج ماء بالمجان وينفذون بسرعة يشكرون عليها ولكنك حينما تسألهم عن حل يُنهي مأساة الحي وإصلاح الخلل، يجيبونك أن ذلك ليس من اختصاصهم وحينما تسألهم اختصاص من إذن؟ لا يستطيعون الإجابة عن السؤال لأنه يبدو أن (في حلقهم ماء) بل تعليمات من المسؤولين ألا يعطوا المواطن حتى رقم (سنترال الإدارة المسؤولة) التي تتبع وللأسف الشديد لشركة المياه (الوطنية)، والتي نأمل ألا يكون لها عمل وطني أكبر غير الماء(!!).