أيام قلائل ويحل الضيف الكريم شهر رمضان المبارك، ومع حلوله يتم تدشين أربعة مواسم استهلاكية متتابعة لا يكاد يفصل بينها إلا أيام أو بضع أسابيع وكأنها في منظومة زمنية واحدة باعتبارها في سياق تتابعي لا يتجاوز أربعة أشهر، وهي: (رمضان وعيد الفطر والدراسة وعيد الأضحى المتزامن مع الحج)، ما يعني أن الأسرة السعودية مقبلة على وضع غير اعتيادي من ناحية الميزانية الاقتصادية الأسرية، بحكم ضغط الطلبات العائلية من المواد الاستهلاكية، والضرورات المعيشية التي تبدأ بالمواد الغذائية وتنتهي بالاحتياجات المدرسية مروراً بالملبوسات، فضلاً عن الكماليات التي ما زالت تحكم العقلية الاستهلاكية لكثير من الأسر حتى انتقلت إلى قائمة الحاجيات الضرورية مع أن الحياة الكريمة تتحقق بدونها.
كل ذلك متوقع لما يقارب اليقين في ظل ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية غير المبرر، رغم الأخبار الاقتصادية التي تقول: إن أسعار المواد الرئيسة ستنخفض بشكل ٍ ملحوظ، وبهذا تبدو الحاجة ماسة إلى رفع مستوى الوعي لدى الفرد سواءً كان رب أسرة أو مستقلاً أو سيدة تعيل أسرتها، من خلال إدارة ميزانية العائلة بطريقة تراتبية ومقننة وفق الحاجات اليومية الضرورية، بحيث يكون النمط الاستهلاكي متزناً مع فن التسوق، الذي يستهدف المواد المطلوبة بعمل المقاربات بين أسعارها وجودتها مع بدائلها، فضلاً عن استغلال عروض التخفيضات حتى لو كانت قبل موسمها الفعلي، وتشجيع الأسواق والمراكز التجارية التي تخفض أسعارها بالإقبال عليها والتبضع منها، لأن ذلك يعزز عامل المنافسة الشريفة البعيدة عن الجشع التجاري، وشراء ما نحتاجه فعلياً وليس بطريقة أرتال العربات التي يدفعها عمال الأسواق، وكأن شهر رمضان مهرجان للأكل والتخمة، أو أن العيد ثلاثة أسابيع وليس ثلاثة أيام، أو أن المكتبات ستنفد منها القرطاسية المدرسية قبل الدراسة، كما تجدر الإشارة إلى وجوب الانتباه إلى مستوى جودة المنتجات والمواد الاستهلاكية، فالتخطيط الاستهلاكي المدروس حسب ما تؤكده الدراسات يسهم في مواجهة الأعباء المتزايدة في تكاليف المعيشة بشكل أكبر من زيادة الدخل نفسه.