كتب - يزيد بن محمد السديري
|
لعشاق الطيور ولع بطيورهم، ومحبة كبيرة تربطهم بصقورهم، وكان لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - طير من أحب طيوره إليه، وضاع هذا الطير الحر في إحدى رحلات القنص التي قام بها الأمير سلطان، فكتب - حفظه الله - قصيدة يتوجد فيها على طيره وأرسلها إلى الأمير الشاعر محمد الأحمد السديري - رحمه الله - بخط يده، فجاوبه الوالد بقصيدة كتبها أيضاً بخط يده.
|
والقصيدتان تعبِّران عن نفسيهما، وإني أستميح سمو سيدي الأمير سلطان العذر في نشر القصيدتين، ليطلع القراء الكرام على جزء من تراث العرب الأصيل وشعرهم الجزل.
|
قصيدة الأمير سلطان بن عبد العزيز - حفظه الله -:
|
يا طيري اللي مالقينا مثيله |
أللي على جول الحباري يهدي |
لاشافه الحفال ضيّع دليله |
عطب المخالب صاملٍ ما يصدي |
نادر نداوى والموامي طويله |
لياما خذينا برقعه مستعدي |
لو هو ولد عدا على كل جيله |
لازم على كل النشاما يعدي |
وليوم كن الكبد فيها مليله |
طيري غدا مني وأبو زيد سدي |
لو ان خالي فيه كان اشتكي له |
اعلمه باللي جرى واستجدي |
والله ما ألومك يا زبون الدبيله |
يومك بزينات المثايل تردي |
ماشفت شفنا مالنا فيه حيله |
أمر الولي لامن مضى ما يردي |
مانيب اقوله قصدي ابغي بديله |
ما كل طير في شلاح بيسدي |
سلطان بن عبد العزيز آل سعود |
رد الأمير محمد السديري - رحمه الله -
|
حي الكتاب اعداد وبل المخيله |
وميه هلا من خاطرٍ مجرهدي |
من خاطرٍ صافي ودادك يشيله |
يالفيصلي ضيمك لقلبي يضدي |
ياشيخ ياراع الفعول الجميله |
يا منتهى شكواي وان باح سدي |
يا درعي الضافي الياشفت ميله |
محكم حلق ضافي بالاردان قدي |
يا سيفي الصمصام عز القبيله |
يا للوذعي يالنادر المستهدي |
يالليث شيال الحمول الثقيله |
شبرك على شبر العيال متعدي |
أصبر بصبري عن ذياب وحصيله |
والصبر يا سلطان ما عنه بدي |
ذياب قبله ضيّع الله دليله |
اللي على الفرقا تحدا تحدي |
مالي جدا الابس بالعين أخيله |
لين ارتفع فوق السحاب المسدي |
أنشهد ان الطير غادٍ دليله |
ينحاش لو تنعم عليه وتكدي |
أشلاح منه الصيد يكثر جفيله |
نادر وفارق نادرٍ له يودي |
طير السعد يا حيف خلا عميله |
على الوفا ما له قرين يقدي |
ما يذكر انك فوق كفك تشيله |
وعز الله انه صار منه التردي |
محمد الأحمد السديري |
|
نشكر للأمير يزيد بن محمد السديري تواصله مع جريدة الجميع الجزيرة ، وليست هذه النوادر الثمينة بأول ما أمدنا به، وقد استوضحنا منه بعض النقاط وأهمها التاريخ التقريبي للقصيدتين، فأفاد بأنّ لهما أكثر من أربعين سنة عندما كانت أرض المملكة مليئة بالحبارى وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان في رحلة قنص في شمال المملكة والوالد محمد السديري حينها كان أميراً للحدود الشمالية.
|
والمتابع لرحلات القنص أو من يمارسها يدرك بأنها مليئة بالمواقف التي تهيض القرائح وتهيج المشاعر، وليس على الصقار أصعب من ضياع طيره الغالي وهو موضوع القصيدتين أعلاه.
|
|
