يستمد الشاعر كثيراً من مفرداته الشعرية جوانب حية وماثلة لواقعه المعاش عندما تجود قريحته الشعرية، فتارة يخاطب الصحراء برمالها وجبالها ووهادها، وتارة يشي شعره نحو الإنسان الذي يقطن الصحراء آنذاك وما يكابده من الحصول على لقمة العيش في وقت قلة ذات اليد وشظف العيش. ونجد الشاعر أيضاً يوحي بمعانٍ ومفردات تدور حول المطر عندما ينزل على الصحاري القفار بعدما كانت مجدبة ويابسة، إضافة إلى تصور الشاعر إلى مفردات غاية في الجمال عندما يصف النباتات والأعشاب البرية التي تتفتح وتنبت بعد نزول المطر وارتواء الأرض وتجود بعطائها من نبات شتى، فكانت الصحراء وما تزال عاملاً من عوامل جودة الشعر الشعبي وتستلهم أحاسيس الشعراء باعتبار أن الصحراء ميدان فسيح وعالم فيه من الغرابة والمخلوقات التي لا يحيط بها علماً إلا الخالق العالم بأسرارها وخفاياها. فالأمكنة والمكان تخرج درراً شعرية تعطي الشاعر انطباعات جميلة ليصل شعره إلى الملتقى عذباً نقياً لا شية فيه.
