التربية الروحية ليست دافعة للناس إلى الحياة السلبية والانزواء عن المجتمع كما يعتقد بعضهم بل إنها في نظر الإسلام تكوين طاقة روحية خيرة في الفرد تدفعه إلى المسارعة في عمل الخيرات والاستباق فيها لأن الرقي الروحي والتقرب إلى الله لا يتم الا بثلاثة أمور.
|
1 - العبادة كما فرضها الله وبيّن صورتها ووعى إليها.
|
2 - خدمة عباد الله بكل ما يملك من إمكانات وطاقات، وفي هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم أنفعكم للناس.
|
3 - تزكية النفس من الآثام والشرور قال تعالى: (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم).
|
من هنا يتضح للمرء أهمية الاهتمام والعناية وإنجاز مصالح الناس وعدم التفريط في الحقوق والواجبات التي من خلالها يستقيم العمل ويصبح الإنسان صاحب الحاجة على ثقة كبيرة بأن كل معاملاته ومتطلباته وغاياته النبيلة البعيدة كل البعد عن أكل حقوق الآخرين سيتم إنجازها وبوقت سريع دون المماطلة والتسحيب والتأخير، لقد كثر الحديث في المجالس عن الإجراءات البطيئة في إنجاز المعاملات وتأخيرها دون مبررات قانونية تنص على ذلك التأخير، وهذه المعاملات في الدوائر لها علاقة مباشرة في الحياة اليومية للفرد وللأسرة وتأخيرها وعدم إنجازها يسبب ضرراً كبيراً فما ذنب البطء في ذلك فبعض هذه المعاملات إذا لم تنجز لها خلفية سيئة على صاحب العلاقة وعلى أسرته وهي تمثل عائقاً أمام مواصلته بالحياة الطبيعية كإنسان يرغب أن يعيش بسلام مثله مثل بقية المجتمع ومع إدراكنا أنه لا يوجد في مجتمعنا مواطن أو مسؤول يرغب في تعطيل مصالح الناس متعمداً، ومع هذا فإن الخطأ وارد وان التسابق على عمل الخيرات هو وارد أيضاً قال تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.
|
لقد كان وما زال هذا الهدف السامي المتمثل في إعطاء كل حقٍ حقه هو هاجس ولاة الأمر نصرهم الله وهم حريصون على ألا يكون المواطن ضحية الإجراءات التي من خلالها يفقد الإنسان الأمل ويحاول الوصول إلى الأسباب ولكن دون فائدة ولو حاول معرفة ذلك التأخير لوجد أن الأدراج عاجزة عن الإجابة!!
|
ولهذا فإن المسؤولين عن هذه الأدراج المغلقة مدعوون إلى أن يتقوا الله سبحانه وتعالى وألا يكون مراعاة شعور الآخرين هو ضربٌ من الخيال يصطدم بحب الذات وعدم النظر إلى مصالح البشر.
|
وعلى هؤلاء أن يدركوا أن الإرادة تقوى إزاء عمل أو أعمال يرى الإنسان وضوح الحق فيها وزوال الشك منها وعليهم أن يدركوا معنى التكافل الاجتماعي الذي يدعو إلى المساعدة والأخذ بأسباب العون والله بعون العبد ما دام العبد بعون أخيه، فنأمل أن تنتهي معاناة كل مراجع وكل صاحب قضية وكل صاحب طلب صريح لا يتعارض مع العقيدة والإسلام قال الإمام الشافعي:
|
وأفضل الناس ما بين الورى رجلاً |
تقضى على يده للناس حاجات |
وأخيراً فإن إهمال مصالح الآخرين يترتب عليه الانحراف وعدم المبالاة فيما يحدث فاتقوا الله بأصحاب القضايا وأنجزوا أعمالهم لأن الله يحب المتطهرين.
|
|