أستحلفكم بالله أن توحِّدوا الصف وترأبوا الصدع..) كلمات صادقة، بعث بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- إلى القيادات الفلسطينية والشعب الفلسطيني في خطابه الذي وجهه أمس الأول إلى الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية, كلمات تجسد حرص المليك على وحدة القضية الفلسطينية وتماسكها وحماية أبنائها من الشقاق والخلاف؛ فكما قال خادم الحرمين إن قوة القضية من قوة أبنائها والحرص على مصالح الشعب الفلسطيني يتطلب النظر في شمولية المصالح وأفقها الأرحب لكي لا تنعكس سلبا على تحقيق التقدم في مسار قضيتهم وقضية العرب والمسلمين فلسطين.
كلمات الملك عبدالله وجدت كل الترحاب في طول العالم الإسلامي وعرضه لما يعرفه العالم من عمق رؤيته -يحفظه الله- وصدق عبارته وحرصه على مصالح الأمة وثباتها في ميادين قضاياها، كما تجسد تلك الكلمات صدق الرؤية السياسية السعودية ووضوح منهجها في التعاطي مع قضية فلسطين، فلم تكن المملكة يوماً إلا في صف فلسطين القضية والشعب، والعمل على تلاحم أبنائها وتوسيع قاعدة الاتفاق؛ ولذا عملت المملكة على اجتماع المختلفين في رحاب البيت الحرام لتعزز في قلوبهم قداسة القضية والمكان، وكما قال المليك، فإن العالم أجمع لا يملك أن يقدم لقضية فلسطين شيئا في ظل خلاف أبنائها وانقسامهم، ولذا، فإن الفلسطينيين اليوم أمام اختبار فلسطين وصدق الوفاء لقضيتها، وسيسجل التاريخ المواقف ولن يتجاوزها.