نهض لمخيلتي جابر بن حيان حياً يقظاً يحمل على منجمه التجريبي حين كان يكب على الاكتشاف والتجريب والتطبيق في منطلق علم الكيمياء العربية لتكون خط المبتدأ والمسير في كون الله الفسيح وأحيائه واهباً للحياة خامات الخبرة وغاية المنطلق.. ليتحول الخسيس بين يديه ذهباً براقاً، وإكسيراً طوَّافاً..
نهض التراث الإسلامي بعلم صانعيه وخبراتهم ونبوغهم بخفقة أمل في صدري حين كنت أتصفح الجزيرة فجر الأمس، وكما هي تضخني بجديد فاجأتني بخبر أولمبياد الكيمياء الخامس تستضيف مسابقته لناشئة العرب إدارة تعليم منطقة جدة بتعزيز وزارة العلم والتربية.
وهؤلاء الثلة الناهضة الطامحة يتواكبون نحو محكات الموهبة، واستدرار المعلومة، واستخراج التوجه باستشراف قدرة التمكن من هذا العلم الذي ابتدعه العرب فصال فيه غيرهم وأخذنا رفات ما تركوا نلوح بها للتأريخ بينما الحاضر يشكو شُحَّنا العلمي والتجريبي في مثل هذا المنهل الثر...
الناشئة يخضعون للسؤال والتطبيق، وهي بادرة نحو التجريب والإبداع..
ولعل في هذا المضمار تنهض همم الموجهين والمخططين لتصويب مسار التعليم وصناعة العناصر البشرية بما فيها من بذور المواهب الكامنة لفتح منافذ تنطلق منها على بصيرة نحو بيئة خصبة قابلة بكل إمكانات تعدّ لها لأن تقف على قدمي قدرة في مجالات العلوم التطبيقية والتجريبية..
كنت سعيدة جداً وكثيراً بهذا الخبر الذي نشرته الجزيرة وفيه عن هذه المسابقة بأنها: (اشتملت على معلومات عامة في علم الكيمياء وفروعها العضوية والفيزيائية والحيوية......، جرت الاختبارات بشكل فردي لكل طالب وطالبة)، بينما خضع المتسابقون والمتسابقات من ناشئة 16 دولة عربية أمس الاثنين كما نص الخبر عن مراحل هذا الأولمبياد لمنافسات المرحلة الثانية (التي اقتصرت على الجوانب التطبيقية، حيث تجرى التجارب العلمية)..
ولئن مر هذا التجمع باختيار نخبة الموهوبين من الدول العربية بتجربة أربع سنوات منذ قيامه إلا أن المتأمل أن تثمر نتائجه باستكشاف عناصر العلماء في مستقبل هذه الدول، وأن لا يتحول أولمبياد الكيمياء إلى مجرد تظاهرة تمر مجرد ذكرى في دفاتر تأريخهم الدراسي ما يلبثون أن يتندروا بوعثائها ذات يوم, بل لعلها تكون المنطلق الذي حين يسجلونه فلأنه أثمر عالماً وباحثاً ومخبرياً وذا علم نافع..
فيا جابر بن حيان.. دفترك هناك من أعاد قراءة سطوره واستضاء بنوره.