ختام المعسكر الهلالي في النمسا قدَّم الصورة الجديدة لفريق الهلال مع مدربه الجديد البلجيكي جيرتس، حيث كشفت المباراة الأخيرة مع أتلانتا الإيطالي هلال جيرتس المنتظر في الموسم الجديد.

والواضح للعيان أن الفريق تم إعداده بدنياً بشكل أكثر من ممتاز، حيث شاهدنا فريقاً يؤدي بدنياً على أعلى مستوى وهذا هو الأهم في فترات الإعداد، وكثيراً ما تحدثت عن أهمية الإعداد البدني والتجهيز القوي للاعبين وهو ما فعله جيرتس وجهازه الفني.

وعلى صعيد الأداء كشف جيرتس عن أداء هجومي جيد مع توازن دفاعي فاق ما كان يؤديه مع فريقه السابق مرسيليا الفرنسي وهذه ميزة جديدة أضافها جيرتس لأسلوبه الفني فقدَّم فريقاً منظماً يؤدي بشكل جماعي ممتاز مع عدم تأثر أسلوبه الدفاعي المميز الذي ظهر عليه مع مدربه السابق كوزمين. وتميز الهلال حتى الآن مع جيرتس بالأداء الجماعي العالي الجودة وخصوصاً فيما يتعلّق بالتحضير وسط الميدان وامتلاك الكرة وبناء الهجمات، حيث ارتفع النسق الجماعي للفريق مع استمرار قلة الفعالية الهجومية على الرغم من مشاركة أربعة مهاجمين هم الموجودون حالياً في صفوف الفريق وأعني ياسر والمحياني والصويلح والعنبر الذين ظهروا بشكل جيد بدنياً لكن لم يستطع أي منهم فرض تميّزه عن الآخرين وبالتالي استمرت مشكلة الهجوم في ظل ابتعاد ياسر القحطاني (المؤقت) عن مستواه الكبير وقدراته كمهاجم سوبر يستطيع حسم المباريات وتسجيل الأهداف.. ولذلك أعتقد أن الهلال ما زال يعاني هجومياً حتى في ظل وجود المهاجم الجديد عيسى المحياني الذي وظَّفه جيرتس على الطرف الأيمن أكثر من مشاركته كرأس حربة تقليدي داخل الصندوق.

ولو نجح المهاجمون في التميّز والتألق في تسجيل الأهداف لاكتملت المنظومة الهلالية بشكل أفضل.. فما لم يكن لديك هداف متمكّن فلن تستطيع الفوز حتى وإن قدمت مستوى جيداً.. وهذا يتطلب تدعيم الهجوم بمهاجم أجنبي من وزن ال(سوبر ستار) فمثل هؤلاء المهاجمين هم من يحدد تفوق فريق على آخر ومن يمنح الفرق الفوز والنقاط.. لكن أوضاع الفريق بشكل عام مطمئنة وجيدة إلى حد كبير.. وما إن يتألق المهاجمون وهذا متوقّع في أي لحظة حتى يحقق الفريق النتائج المتوافقة مع الإمكانات الكبيرة التي يمتلكها.. ولا ننسى هنا المحترف البرازيلي الجديد تياجو تيفز الذي قدَّم نفسه بشكل جيد ينبئ بلاعب كبير متى أخذ وضعه الطبيعي واندمج مع المجموعة بشكل كامل.. ولعل تألق الشلهوب اللافت أحد المكاسب المهمة في معسكر النمسا، حيث أعاد النجم المحبوب شيئاً من توهجه وأكد عزمه الكبير على العودة القوية هذا الموسم واللعب بإمكاناته الحقيقية التي ظهرت مع جيرتس عندما لعب على الطرف الأيسر المكان الملائم لإمكاناته والمكان الذي تألق فيه طوال مشواره الكروي.

** شخصياً أعتقد أن الفريق الأزرق بحاجة فقط للاستمرار في رتم المباريات والدخول فعلياً في أجواء المباريات والمنافسات ليعكس استفادته الحقيقية من معسكره القوي في النمسا.. ورغم اقتصار المشاركة فقط على حوالي 16 لاعباً من لاعبيه الذين شاركوا تقريباً في كل المباريات إلا أن العناصر الأخرى ستمثّل إضافة قوية لبقية الخطوط باستثناء الهجوم الذي يبدو أنه سيبقى حكراً على تألق ياسر المنتظر ما لم يكن للاعبين الآخرين رأي آخر وأخص هنا المهاجم الجديد عيسى المحياني الذي أتوقّع أن ينطلق فعلياً مع انطلاق مباريات الدوري، حيث يمتلك إمكانات تهديفية كبيرة وستظهر تدريجياً بعد أن تم إعداده بدنياً بشكل أكثر من ممتاز.. وعلى أية حال فإن البوادر تشير هذا الموسم إلى أن الدوري سيكون الأقوى والأسخن خلال المواسم الماضية، حيث أكملت الفرق استعداداتها القوية بانتظار منافسة شرسة من الصعب جداً التكهن بفارسها الأقوى بعد أن كان الهلال والاتحاد هما فرسي الرهان في كل المواسم الماضية بمشاركة الشباب.

لمسات

** حسمت إدارة سمو الأمير عبد الرحمن بن مساعد تجديد عقد النجم الكبير ياسر القحطاني بهدوء ودون ضجيج، حيث وقَّع القنَّاص عقد استمراره الرسمي مع الزعيم، مؤكداً ما أعلنه سابقاً من أن عقده مع الهلال أبدي وحتى الاعتزال.. ياسر سيظل نجماً كبيراً وسيعود في الوقت المناسب فهو ما زال المهاجم السعودي الأول رغم استراحة المحارب التي يعيشها حالياً.

* * *

* * كنت وما زلت من أشد المؤيّدين للكابتن محمد نامي في الظهير الأيمن وأنه أحد أفضل الأظهر في ملاعبنا.

نامي أكد خلال المعسكر قدرته على التحدي وإثبات الذات وأجبر جيرتس على احترامه والاعتماد عليه رغم المنافسة القوية مع الكوري لي يونج.

* * *

* * ما قدَّمه فريق الهلال الأولمبي في أبها يؤكّد أنه لا خوف على الهلال متى ما استمر في إعطاء الفرص للعناصر الشابة.. فأولمبي الهلال كان فريقاً متكاملاً في أبها ونافس الكبار وتفوق عليهم (ميدانياً) لكن الخبرة خذلت عناصره, وقد أحسنت إدارة الهلال بالتعاقد مع مدرب كفء لهذا الفريق الواعد وأكدت أنها تعمل لمستقبل الهلال وحاضره وجماهيره.. وهي تؤدي مهمتها بشكل لم تقم به أي إدارة سابقة من قبل.

* * *

* * مع انطلاقة الموسم الجديد رمت الإدارة الهلالية الكرة في ملعب الجماهير الهلالية، حيث قامت بكل ما عليها وأدت مهمتها مع الفريق بشكل كامل وهيأت كل سبل النجاح ليبقى الدور الآن على جماهير الزعيم لتقوم بواجبها وتساند فريقها كعادتها، فلا أعتقد أن الهلال حظي بمثل هذا العمل الاحترافي المنظّم من قبل وعلى كافة الأصعدة وخصوصاً ما يتعلق بالفريق وإعداده وتجهيزه وتعاقداته وتجديد عقود لاعبيه، فالمسؤولية الآن لدى اللاعبين والجماهير فقط وهم من سيحقق النجاح أو الفشل (لا سمح الله)، فالراية سلّمت لهم حالياً..!

* * *

ما أحوج الهلال حالياً لمهاجم (سوبر) من طراز المصري عمرو زكي؛ فوجود مهاجم واحد أصلاً غير كاف فما بالك بغيابه حالياً..!