القاهرة - مكتب «الجزيرة» - طه محمد :
انتقد مثقفون وسياسيون عدم الاحتفال المناسب باختيار القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009، وغياب الخطط الكفيلة للاحتفال بهذه المناسبة، بالشكل الذي يليق مع المدينة المحتفى بها. ورأي المشاركون في أولى الندوات الثقافية لمعرض الإسكندرية العربي الرابع للكتاب أنه في الوقت الذي اتخذ فيه وزراء الثقافة العرب قرارهم باختيار القدس عاصمة ثقافية للعام الجاري، فانه تم اتخاذه دون توفر خطط أو أفكار، ما جعل الاحتفال بالمدينة المقدسة، لا يرقى إلى مستوى ما تعانيه وتواجهه من تهويد وتغييب ثقافي لعروبتها. وأرجع المشاركون غياب مثل هذه الخطط إلى ضعف العلاقات الثقافية العربية.
وقال د. وحيد عبد المجيد، المحلل السياسي مستشار الهيئة المصرية العامة للكتاب، الجهة المنظمة للمعرض، إنه عندما اختيرت القدس عاصمة للثقافة العربية، فكأن القرار لم يتم اتخاذه، فلم تتوفر له الخطط أو الأفكار أو التصورات، التي يمكن أن تخدم هذا الاختيار. ووصف د. عبد المجيد العلاقات الثقافية العربية حاليا بأنها في أضعف حالاتها، عكس أوقات سابقة كانت هناك علاقات ثقافية، لها أصداء واسعة في الأمة العربية.
واعتبر أن العلاقات الثقافية العربية لا تزال تحكمها أطر محددة وحواجز لم تستطع تجاوزها، بالرغم من وجود دول لا تجمعها هوية واحدة أو شئ مشترك أصبحت علاقتها أقوى مما عليه العلاقات الثقافية العربية. وقال إنه لم يعد في الإمكان الدعاية لرواية أو قصيدة، لتحدثا أثرا، كما كان في السابق، نتيجة لعدم إدراك القيمة الحقيقية للثقافة، وعدم توفر الاستعداد الكافي لدعم مشروعات ثقافية، بما يمكن أن تساهم في توطيد العلاقات الثقافية العربية.