من جملة المفاهيم والقيم التي يتوجب غرسها في ثقافة أي مجتمع , يأتي العمل التطوعي على رأس الأولويات, فالعمل التطوعي نتاج عطاء إنساني لا يمكن لآلية السوق ان توفره بالكيفية التي يملك الانسان المعطاء أن يقدمها به. ومن التجارب التي شهدتها المملكة مؤخراً في هذا الجانب المهم، تجربة مشاركة شباب منطقة مكة المكرمة في سوق عكاظ، كل على حسب طاقته وقدرته.
وهي التجربة التي كان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة صاحب المبادرة بتنفيذها، حيث يرى سموه أنها أحد الأهداف الاقتصادية والاجتماعية التي يسعى سوق عكاظ إلى تحقيقها، من خلال بناء خبرات أبناء المجتمع حول حدث مهم في منطقتهم، وهو ما يؤهلهم بخبرة عامة تساعدهم في اقتناص الفرص الوظيفية في المستقبل.والتكريم الذي ناله المتطوعون من شأنه أن يدفع الشباب في جميع مناطق المملكة إلى البحث عن الأعمال التي تحتاج إلى تطوعه للقيام بها، ولا ينتظر حتى يطلب منه ذلك. فآلية التشجيع من أبرز الآليات التي تدفع الشباب في سن الجامعة إلى التميز.
وبمرور الوقت وخوض التجربة في العمل التطوعي تتحول هذه الرغبة في التميز إلى توجه صادق نحو خدمة المجتمع والمسارعة بالتطوع لتقديم ما يحتاجه.
هذه التجربة وما سبقها وما سيأتي بعدها من تجارب تدفعنا الى النظر في تطوير استراتيجية وطنية لتعزيز الثقافة التطوعية في مجتمعنا والذي يملك قاعدة صلبة يستند اليها, فالدين الاسلامي الحنيف يشجع على التسابق الى الخير وخدمة المجتمع, وفي شبابنا خير كثير لابد من استثماره.
****
