هل العلاقات الاجتماعية والروابط الأسرية والصداقات والعلاقات بين الأشخاص ضعفت في هذا الزمن وصارت تحكمها الماديات؟
* هل العلاقات في سنين مضت.. أو عقود مضت.. هي أفضل منها اليوم؟
* هل صحيح ما يقال.. إن الناس كان تربطهم في السابق.. علاقات وثيقة.. ويجمعهم وفاء والتزام وإيثار ومحبة وود ووئام وتضحية أكثر من اليوم؟
* وهل صحيح ما يشاع وما يقال اليوم على لسان البعض (لا تثق في أحد) حتى لو كان أقرب الناس لك؟
* يقولون.. تثبت.. و(تجوَّد).. ووثق كل أمورك.. بالكتابة والاستشهاد.. ولا تثق في فلان ولا علان مهما كانت علاقتك به.. لأنها إذا ظهرت الماديات والحسابات والأرقام.. تغيرت النفوس.. وتبدلت الطباع واختلفت كل الموازين.
* يقال.. في السنوات الأخيرة.. صار الشقيق يقاضي شقيقه.. وهذا يقاضي خاله وعمه.. وهذا يلاحق خالته وعمته وربما سمعنا.. من اختلف مع (أبوه) وسمعنا قضايا في المحاكم والشرطة بين أصحاب البيت الواحد.
* كيف اختلفت النفوس وكيف تبدلت؟
* هل غاب من نفوس البعض.. معايير وأخلاقيات اسمها.. العلاقة أو المعرفة في هذا الزمن وصارت مجرد معرفة مصلحة.
* والقضية.. قضيتان..
* قضية العلاقات مع الأقارب والأرحام.. وكيف تحول بعضها إلى خصومات ومشاحنات وخلافات بسبب الماديات.. أو ربما خلاف حول أمور تافهة لا تستحق مثل هذا الخلاف.. ومع ذلك.. هناك من يفرط في صلة الرحم والعلاقة مع الأرحام بسبب مثل هذه التوافه.
* والقضية الأخرى.. هي العلاقة بين الأصدقاء والمعارف والزملاء الذين تجمعهم سنين من العلاقة الوثيقة.. ومع ذلك.. تتبعثر في سويعات قليلة بسبب الماديات أو توافه أخرى.
* تسمع عن علاقة دامت بين شخصين أربعين سنة (أربعة عقود) وهما كالأخوين.. ثم تفاجأ.. أنهما اختصما واختلفا وصار بينهما عداوة وكراهية وبغض.. وتفاجأ.. أن كل واحد منهما صار يكيد للآخر.. ويتحدث عنه بطريقة لا يمكن قبولها.. والسبب.. هي هذه التوافه.
* وهكذا أغلب الشراكات والأعمال التجارية.. تنتهي بخصومة وخلاف ومحاكم.. ومثلما قال العوام (قدر الشراكة ما يفوح) فكيف إلا كان (قدر الشراكة) في هذا الزمن؟
* هل ما حصل في هذا الزمن.. نتيجة طغيان الماديات.. أم أنه بسبب الانفتاح الإعلامي أم أن الذمم فسدت وكل قرن أسوأ من سابقه وكل جيل أسوأ من سابقه؟
* أم أن المعايير لدى البعض صارت كما العلاقة بين الدول، مصالح فقط؟!
* اليوم.. المحاكم.. مليئة بقضايا.. هي من هذا القبيل..
* خلافات بين أصدقاء وشركاء وأقارب..
* هذا جحد هذا..
* وهذا أنكر هذا..
* وهذا تنكر للمعروف أو للاتفاق وآخر التف على الشروط.. وآخر خان الأمانة الموكلة له.. وآخر سرق ما في عهدته وهكذا قضايا كلها تعكس.. كيف غابت الأمانة.. وكيف تبخرت الشهامة والمروءة، وكيف فسدت الذمم؟!
* هل نحن بالفعل.. في زمن (فسدت فيه الذمم)؟
* هل نحن في زمن مخيف؟!
* وما دامت الأمور هكذا.. فلابد أن يستيقظ الجميع ويتنبه.. إلى أنه في هذا الزمن العسير.. لابد أن توثق كل أمورك التوثيق الشرعي المطلوب.. لتحفظ حقوقك من ناحية.. وتريح الجهات المسؤولة من ناحية أخرى.. فالتوثيق.. خير رادع لكل من تسول له نفسه.. الالتفاف والخيانة والغش والمراوغة.
* حتى في عقود الزواج.. ينبغي التوثيق وتثبيت الشروط في العقد.. ولا يكفي مجرد الثقة لأن هناك قضايا أشغلت المحاكم بسبب الثقة.
* إن مشكلة البعض.. يتصور أن (الحياة) فرص وانتهازية ولعب على الآخرين ولا يهمه دين ولا خلق ولا مبدأ ولا ضمير ولا إنسانية.. كل همه.. أن يجمع هذه الدنيا ولا يعنيه.. من أين جاءت؟
* كل هاجسه.. أن يملأ أرصدته.. والحلال.. هو ما حل في جيبه فقط.. ولا يهمه من أين جاء؟
* هناك من جمع هذه الأموال بطرق غير مشروعة.. حتى إذا هرم و(انسدح) على فراش الموت.. جاءته الهواجس.. وأنبه ضميره.. وبحث عن مخرج هنا وهناك وقال (الحقوني)، صار يستفتي ويسأل ويحاول الخروج من المأزق ولكنها محاولة متأخرة للغاية.
* نعم.. هناك من (بلع ولهط) وأكل حقوق عباد الله بكل الطرق غير المشروعة.. حتى إذا افترسه المرض أو الشيخوخة قال (أنقذوني)!! (وش أسوي)؟!!
* هل نتعظ؟
* وهل نعتبر؟!
* وهل نوقظ ضمائرنا.. وندرك أننا محاسبون؟
* مهما (ركضت) في هذه الدنيا.
* ومهما ابتسمت لك الدنيا.
* ومهما (بلعت.. ولهفت) وجمعت من (فلوس) فمصيرك.. أن تلف في خرقة.. ثم تودع في حفرة.
* هل كلنا.. يدرك ذلك؟
* هل نعرف.. أننا محاسبون؟