عندما خرج الأمير عبد الرحمن بن مساعد في توقيت معين من الموسم المنصرم وفي بداية انطلاقة قطار الدوري ليعلنها صريحة على الملأ مقاطعة قناة أبو ظبي بسبب حيثيات ذكرها في حينه كان لهذه الخطوة وجاهتها ومبرراتها واعتبارها ذلك الوقت.
والآن وبعد مُضي ما يقارب العام على هذه المقاطعة.. حان الآن ضرورة مراجعة هذه الخطوة ودراسة مردودها وإيجابياتها وسلبياتها.. وهل ما زال للمقاطعة بقية.. أم أن الرسالة وصلت.. وحققت المقاطعة أهدافها أو بعضاً منها.. وهل من مصلحة الهلال الاستمرار فيها؟
برأيي الشخصي أن إدارة الهلال لا بد أن تتقدم خطوة ليتقدم الطرف الآخر مثلها للوصول إلى نقطة اتفاق ووفاق.. حتى لا تتحوَّل العلاقة بين الطرفين إلى نوع من المكابرة وحوار الطرشان..
أنا تابعت قناة أبو ظبي كثيراً من ناحية المباريات المنقولة فوجدتها أفضل من القنوات الأخرى تعليقاً ومتابعة وتحليلاً.. ولم أُلاحظ شيئاً يُمكن أن أقول إنه فيه تحامل على الهلال.. بل هو العكس رأيت فيها إنصافاً وثناءً على الهلال لا يُمكن سماعه في برامج التحليل الأخرى.
فمثل قناة أبو ظبي لم تخطئ حتى بما يساوي (1 في الألف) من بلاوي وكوارث القناة التي أسهمت في الموسم المنصرم في تدهور نتائج الهلال..
حتى البرنامج القضية وسبب المشكلة تابعت بعضاً من حلقاته في أواخر الموسم لم أجد فيه شيئاً يدينه ضد الهلال.. لأن المقدم تمكن من السيطرة على ضيوفه وقطع الطريق على بعضهم في انتهاز موقعه للنيل من الهلال.
الأستاذ محمد نجيب مقدم البرنامج شخص إيجابي ومنصف.. وكون منسق البرنامج سعيد هلال ورط البرنامج أو أحرجه ببعض الضيوف الموافقين معه في الميول فهذه نقطة تحسب على المقدم أيضاً.. ولا أعتقد أن مشكلة البرنامج طرح آراء متعصبة من بعض ضيوفه.. لأن هذا يُعبِّر عن عُقدهم الشخصية ومركب النقص لديهم فإنك لا تجني من الشوك العنب.. ولكن المشكلة التي قد تُحسب على البرنامج هي في السماح بتمرير معلومات كاذبة من بعض ضيوفه، وهو ما أغضب رئيس الهلال وأخرجه من طوره.. وهذا ما على الأستاذ محمد نجيب الانتباه له.
فإذا كان ولا بد من المقاطعة.. فلتكن المقاطعة على قدر الخطأ، ولو افترضنا وجود اعتراض على برنامج فلتكن المقاطعة للبرنامج المعني.. وليس للقناة بشكل عام..
أتمنى أن تكون السياسة الإعلامية التي تنتهجها إدارة الهلال بالنسبة للفضائيات أكثر حيوية ومرونة وحصافة.. ولا بد من مراجعتها دورياً.. لأن في هذه السياسة نوعاً من التناقض.. ففي حين تتعامل بحدة بسبب برنامج.. في المقابل تتعامل بكل تسامح وتساهل مع قنوات تعمَّدت الإضرار بالفريق رغم المكاسب والملايين التي حصدتها من هذا النادي وجماهيره.. بشكل أغاظ جماهير النادي.
وأشعر أن البعض يقول إن مقالك يتناقض مع ما كتبته في الموسم المنصرم.. وهذا غير صحيح.. بل أعتبره الحلقة الثانية ومكملاً لانتقادي السابق.
فأنا ركزت على نقد البرنامج تحديداً بسبب مغالطات ضيوفه وتمرير حزمة كبيرة من الأكاذيب مستغلين حسن نية الأستاذ نجيب وضعف خلفيته عن الرياضة السعودية، وهو ما تنبه له في الحلقات الأخيرة للبرنامج.
كما لم أؤيد المقاطعة ولكن لم أنتقدها ولم أنتقد قناة أبو ظبي بشكل عام ولم أنتقد الأستاذ نجيب.. ومقالاتي موجودة (بالنت).. يمكن الرجوع لها للاطمئنان أن لا تناقض بينها وبين مقالي هذا.. ولكن أرى أن المقاطعة رسالة ووصلت ولنكن أكثر أريحية ورحابة صدر.. وعلى سمو رئيس الهلال قطع الطريق على أي شخص أو جهة ما أو منافس يغذي وينفخ في سبيل استمرار المقاطعة.
(تعليق) الدوخي
بعد عام من (المرمطة والبهذلة) وجد اللاعب أحمد الدوخي ووكيله كلمة السر لحل مشكلتهم مع نادي الاتحاد.. والانعتاق من المطاردة الاتحادية في مسلسل تركي طويل لإفساد أي تعاقدات بحجة أنه ما زال مرتبطاً بعقد مع الاتحاد.
موقف اتحادي غريب فهم لا يريدون اللاعب ولا يريدون تركه يبحث له عن نادٍ آخر يختتم فيه حياته الرياضية.. وكل هذا خشية من ذهابه للهلال ناديه السابق والأصلي.. وهو موقف فيه من الأنانية الشيء الكثير.
إذا كان الدوخي ما زال يتمتع بمستوى جيد ويخشون من ذهابه للهلال لماذا سرّحوه بحجة أن لا مكان له لديهم ولم يمنحوه عقداً جيداً للاستمرار.. وإذا كانوا يرون أنه انتهى فما الذي يخشونه من عودته للهلال؟.. لأن في هذا اتهاماً للاعب ونزاهته وكأنهم يتهمون اللاعب أن لديه مخزوناً فنياً أخفاه، وهو في صفوف الاتحاد.
خلال الأسابيع الماضية كانوا يرفضون إعارته للنادي البلجيكي ويرفضون إكمال عملية الإعارة.. بحجة أنه لاعب اتحادي وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها وتحدثوا عن اللوائح لأنهم يخشون من عودته للهلال من خلال (الكوبري).
وفجأة أعلنوا تقبُّلهم لحقيقة الإعارة وأنها نظامية وصحيحة.. وهذا الانقلاب المفاجئ ليس لتغيير في قراءتهم للوائح فهي اللوائح ذاتها.. ولكنهم اطمأنوا أن الهلال ليس لديه نية في استقطاب اللاعب خصوصاً بعد تعاقده مع الظهير الكوري.. وضمنوا أن اللاعب بعد فشل محاولاته في الانتقال للهلال.. سيحوّل وجهته للنصر.. وهو ما رحّب به الاتحاديون لأن (كوبري النصر) غير (كوبري الهلال).. وانتقال الدوخي للنصر حدث على طريقة لا بد مما ليس منه بد.. فيستفيد مادياً قبل اعتزاله ولعله يفيد ناديه الجديد..
لا يفعلها إلا (ابن مساعد)
لو كنت رساماً للكاريكاتير على طريقة الرسام الظاهرة والمبهر والفريد من نوعه رشيد السليم لرسمت كاريكاتيراً نصفه يصور رئيس نادٍ يتعارك مع مجموعة لاعبين والعقود تتطاير بينهم.. والنصف الثاني لرئيس آخر يجلس أمامه وبكل هدوء مجموعة من لاعبيه ليوقِّعوا عقودهم..
الأمير عبد الرحمن بن مساعد فاجأ الوسط الرياضي والهلالي وبكل هدوء وبدون مقدمات أو بهلوانيات وفلاشات.. فاجأهم بتجديد عقود أربعة من أهم لاعبيه بكل هدوء.. أهم لاعب في الفريق وظهير دولي وموهبة صاعدة ودولي سابق..
إن اللاعب السعودي يظل الهلال هو الحلم الأكبر لديه وسيكتشف الفرق الكبير بين الهلال وغيره خصوصاً إذا كان قادماً من نادٍ آخر.. لأن المقارنة ستكون سهلة.. ومن جرَّب اللعب للهلال فمن الصعب عليه مغادرة أسواره إلا إذا كان النادي لا يريده.. ولا يرغب بتقديم عقد مقنع له..
فهذه رسالة لمن يحلمون ومن زعموا تقديم شيك مفتوح أو عرض الأربعين مليوناً يظنون بهذه المزايدة المضحكة سيفسدون علاقة اللاعب بناديه والإيقاع بينهم.. ولم يعلموا أن اللاعب الهلالي غير ولن تغريه مسرحياتهم الهزلية وشيكاتهم المزعومة..
وكتبت عندما ظهرت سالفة الأربعين مليوناً لياسر أنني متأكد أن إدارة الهلال لن تمانع أن يذهبوا بياسر إلى ناديهم ويغلقوا الأبواب لمفاوضته.. لأني أعرف نوعية لاعبين من أمثال ياسر..
ضربات حرة
* لو افترضنا صحة اعتذار الصحيفة الإسبانية للاتحاديين! فهو اعتذار عن الإحراج الذي سببه لهم حديث كالديرون.
* عندما يُمنح النادي مخالصة نهائية للاعب ويتيح له فرصة الانتقال لنادٍ آخر دون اشتراط مقابل فهو نوع من التكريم للاعب لما قدمه للنادي من خدمات.. وهو ما حدث للمفرج والخثران..
* إعارة الحارس فهد الشمري للقادسية فرصة له ليكشف عن إمكاناته الحقيقية.. ويجبر الهلاليين على إعادته لصفوف الفريق كحارس أول..
* بالطبع من حق طارق التايب الانتقال لأي نادٍ يقدم له عرضاً جيداً.. وهو لم يترك الهلال برغبته، بل أفصح أن الأولوية في التجديد كانت للهلال ولكن الهلال لم يرغب في تجديد العقد معه.. فطبيعي أن ينتقل لنادٍ آخر.
* التايب بانتقاله للشباب سيضمن توقف الهجوم الصحفي الأرعن ضده واختلاق الأكاذيب والافتراءات وتحريض اللجان على إيقاع العقوبات به.. وطارق سيُلاحظ الفرق من هذه الناحية.. لأن المستهدف ليس التايب بذاته بل تايب الهلال..