{ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}
|
هذه الأرض التي تهفو إليها أفئدة كثيرة هي قبلة المسلمين في كل أصقاع العالم، عليها ولد خاتم الأنبياء والمرسلين وفيها روضته الشريفة صلى الله عليه وسلم.
|
على هذه الأرض ما يمنحها كل هذه الجلالة والقداسة ومحبة العرب والمسلمين واهتمام العالم أجمع، بها ما يمنح المخلصين إليها حق الانتماء لها.. وما يهب المحبين صكوك عشقها.. وما يتوجها وطنا وسماء للمسلمين، يسرون إليها بأرواحهم مهما ابتعدت أجسادهم.
|
على هذه الأرض ما يستحق النضال من أجلها وشرف الانتساب إليها.. فالشعور بالانتماء لها إحساس مقدس يبلغه أصحاب الهمة العالية والنوايا النبيلة والأعمال الحميدة والهمم العالية والإيمان العميق بقداستها.
|
الطريق طويلة والدرب منها ما هو وعر وسالك.. والنجاح حقيقة أو أضغاث سراب إذا ما خبا الحلم وانطفأت جمرة الأمل لكن لنا في القرآن الكريم شريعة حياة ونهج فكر حيث نعمل وسيرى الله عملنا ويكافئ ويبارك ويعين.
|
أثارت في كلمات خطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب الجمعة الماضية التي دعا فيها إلى حب الوطن والغيرة عليه وعدم الانجراف وراء الدعايات الكاذبة كتابة هذا المقال، فأعداء النجاح كخفافيش الظلام ومعاول الهدم يقولون ما لا يفعلون ويظهرون ما لا يبطنون ويحاولون جاهدين تشويه الجمال والترصد بالنجاح أينما كان.
|
تأكلهم نار الغيرة والحقد.. يترصدون بالإبداع والمبدعين في كل مجالات الحياة.. حبرهم كالرصاص يوقد الحرائق.. قلوبهم بئر فارغة تذر بالخراب والفراغ والعطش.. وعيونهم لا ترى الحياة إلا بلون الموت سوداء قاتمة، يزرعون حقول الألغام ويغتالون الياسمين ويغلقون نوافذ الشمس.
|
لكن الحياة أكبر من معاولهم.. والأمل أقوى من تحدياتهم والقلوب البيضاء التي تحمل عشق هذه الأرض أكبر وأكبر من حقول الحقد ومساحات السواد وهذه الأرض أشهى وأغلى.. والعمل لأجل مكان كرمه الله ومنحه حرمته الأبدية وقداسته لتلبية إلهية وواجب مقدس.
|
لأن الحياة إبحار ما بين الضفة والأخرى وصراع ما بين الحياة وضدها، والبحر مجازفة ومغامرة ورحلة عبر المجهول فإذا ركبنا لج الموج نقارع الريح ونطلق الأشرعة ونشخص بأبصارنا للضفة الأخرى حيث الأمل والحلم ومرافئ الوصول والنجاة.
|
بوركت القلوب التي يسكن الله فيها.. والعقول التي تذر الوقت لخدمة هذه الأرض الطيبة وسخط الله أعداء النجاح وكل من يحاول اغتيال الياسمين.
|
|
كلمات الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن:
|
يا طيور الليل كافي هالوقوف.. |
ارجعي لاقصى المنافي والكهوف.. |
والذي خص الجزيرة بالضيا.. |
ما ذخرنا لك سوى حد السيوف |
يا بلادي.. وان سأل عنك غريب |
انتي شمس السيف وظلال العسيب |
انتي أرض الله فيك الشرع خالد |
وهذا عبد الله لنا ملك ووالد |
ما شكينا اليتم يوم.. وابو متعب في الوجود |
وكل ما زدنا هموم.. زادنا عطف وجود |
هذا لا قالوا الملك.. قلنا عرشه في الضمير |
شمسنا فسود الدياجي.. وظلنا وقت الهجير |
ما يخافه إلا ظالم.. وما يهابه مستجير |
يا بلادي.. عطري أرضك بطيب لبسيها الشال والثوب الرحيب |
عمريها حب وإيمان ومساجد |
سيجيها بالمصانع والمعاهد |
|