معاناة طفل فلسطيني يعيش تحت وطأة العدوان الإسرائيلي
أماهُ..
إني في الحياة مُقيدٌ
بين الكآبة والضَّجرْ
وأعيشُ عُمري تائهاً
في بهوِ شر مُستطَرْ
وتحومُ من حولي المنايا
لا ملاذَ
ولا مفرْ
ومباهجي ممزوجةً
بالحُزنِ والآهاتِ
يحويها الكدرْ
فمتى هممتُ بأن أعيش طفولتي
دقّت نواقيسُ
الخطرْ
***
أماهُ..
إني قد سئمتُ طفولةً
حُفَّت بأسبابِ
الحَذرْ
وسئمتُ ليلاً دامساً
قد غابَ عن أجوائِهِ
ضوءُ القمرْ
فالليلُ في دربي طويلٌ
ما تجلّى وانحسرْ
ودقائقي محسوبةٌ
فيها اكفرهْ
والنومُ في عيني عصيِّ
بات يقتلُهُ
السهرْ
***
أأنامُ يا أمّي
وحولَ ديارنا
صوتُ الرصاصِ
قد انهمرْ!
أأنامُ يا أمّي
وفوقَ رؤوسِنا
تلك القنابلُ
كالمطرْ!
والأفق يغشاهُ
اكتئابٌ حالِكٌ
فيهِ الأمانُ
قد احتضرْ
وعدوُّنا من خلفنا
يهمي بأنواعِ
الشررْ
متغطرسون بغيّهم
متجبّرون على
البشرْ
عاثوا فساداً في أراضينا
إلى حدِّ
البطرْ
قتلوا الجميعَ وحوّلوا
أجسادّهم
أشلاءَ موتى
في الحُفرْ
لم يرحموا شيخاً ولا
طفلاً رضيعاً
في الصِّغرْ
همُ استباحوا أهلَنا
وديارنا
ويرونَ أنّ دفاعنا
عن أرضنا
كجريمةٍ
لا تُغتفرْ
بئستْ حضارتهم
على مرِّ الدَّهرْ
***
أماهُ..
أنَّى تنجلي في دربِنا
تلك المآسي
من عدوٍّ قد مَكَرْ
ومتى يلوحُ بإفقنا
أمَلٌ سعيدٌ
في الأثرْ؟
ومتى ستعلو شمسُنا
بأشعَّةٍ مثلَ
الدُّررْ؟
ومتى سنحيا
عيشةَ الأحرارِ
زاهيةَ
الصُّورْ؟
***
إني أتوقُ إلى حياةٍ
بالهنا تروي الوَطَرْ
الأمنُ فيها والأمانُ
قد انتشرْ
والحُبُّ فيها
قد تصدى
للخطرْ
والخيرُ بين ربوعها
مدَّ البصرْ
وجنانها الخضراءُ
باهيةُ الزهرْ
والطيرُ بين ظلالها
تشدو
بأنغامِ الوَتَرْ
إني على أملٍ
بأنَّ غداً سيأتي
نورُهُ
ولسوفَ يسعدنا
القدرْ
***
أماهُ..
في قلبي من الآمالِ
ما يثري الفكرْ
ويقولُ إن النصرَ آتٍ
في القريبِ المنتظرْ
حتى وإن حمي الوطيسُ
أو استعرْ
حتى وإن كان العدوُّ
جحافلاً
مثل التترْ
حتى وإن صنعَ العجائبَ
وابتكرْ
حتى وإن كانت لديهم
كلُّ أسلحةِ الدمارِ
وما ندرْ
فلسوفَ نهزمهم جميعاً
باليقينِ وبالهدى
ولسوف يأتيكِ
الخبرْ
ولسوف نجعلُ ذكرهم
عبر الزمانِ
من العبرْ
ولسوف نعلي رايةَ النصرِ المؤزرِ
فوق هاماتِ
البشرْ
محمد حسن بوكر - جازان