شكراً لجسمي! إن روحي تمغنطتْ |
بطيف ضبابي غريب مشرد |
فطارتْ فوانيسٌ بموعدِ حفلنا |
وقامتٍ عصافيرٌ بتزيينِ مقعدي |
وفاح نسيمٌ من مجامر ليلة |
ترش عطورا فوق مجلس عودي |
ويهربُ غصن من وصايةِ أمهِ |
كطفلِ المراجيحِ البريء المغردِ |
ويبتل رمل من قصائد غيمةٍ |
مشت فوق أقدامي كظل ممددِ |
ويرقصُ نجم بات يغسلُ شعره |
بنافورة الأفلاكِ.. لم يتجردِ |
وأقبل قمري على كوبِ وردة |
يؤلفُ أنغاماً على عوده الندى |
وتنتفضُ الأفراحُ في كل خانةٍ |
وينقلها موجُ الأثير إلى غدي |
لقد شرفوا.. أهلا وسهلا.. مشاعرٌ |
من الصدق.. لا تخفى على عقلِ أرشدِ |
هنا فجأة! جاء السؤالُ كلطمةٍ |
على وجهِ صمت.. يرتديني فأرتدي |
لماذا كئيب؟ أين أين عروسنا؟ |
أألبسها المكياجُ وجه ترددِ؟ |
فيا عرق المنديلِ.. كيف أجيبهم؟ |
سؤالٌ كطعمِ النارِ في حلق موقد |
وقاموا حيارى.. يبصقون طريقهم |
ويرمونني فحشا بوصفِ: (معربد) |
لأني أحب الوهم.. صدقت نزوة |
فبت وحيدا.. أنفضُ الريحَ من يدي |
ويرفضني درب، ويغلق بابهُ |
بعيني.. فأبدو مثل عود مجمدِ |
وأشربُ شايا من فناجين حسرة |
تمطت بأعضائي، ودمعي، ومرقدي |
أصالحُ نفسي.. رغم طيشي وخفتي |
أعودُ إلى جسمي بلا أي موعدِ |
حاتم بن أحمد الجديبي - الرياض |
|