الرياض – الرسالة :

تقوم رسالة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على دعامتين أساسيتين تعمل الرئاسة على تطبيقهما في نحو متوازن، هما: الأمر بالمعروف بين الناس ونشره على نطاق واسع، والنهي عن المنكر ومنع وقوعه. وتطبق الهيئة هذه الرؤية باعتبار أن تطبيق الأمر بالمعروف يؤدي إلى النهي عن المنكر وكذلك العكس حيث إن انتشار المعروف وشيوعه بين الناس يؤدي إلى تحجيم المنكرات والنهي عنها. ومن أجل تسكين هذه الرؤية في نفوس منسوبيها وتوضيحها لعموم الناس، تشارك الهيئة في المخيمات الدعوية والبرامج التوعوية، لتتمكن من عرض هذه الرؤية بشكل أكثر دقة ووضوح. ومن هذه الفعاليات، الملتقى السنوي الذي أقامه فرع الرئاسة العامة بالقصيم تحت شعار (الكل محتسب 30) هذا الصيف تحت مظلة مهرجان بريدة الصيفي الذي حظي بمتابعة وإشراف مباشرين من سمو أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز.

مجتمع آمن

وحالياً، يستضيف فرع عسير كوكبة مضيئة من أصحاب المعالي والفضيلة العلماء والمفكرين والمختصين في مختلف المجالات لإحياء فعاليات المركز التوجيهي رقم 348 التي تحمل عنوان: (نحو مجتمع مؤمن وآمن) ويضم هذا المركز التوجيهي العديد من البرامج والمناشط التي تركز بشكل كبير على موضوع الأمن بكافة أنواعه: (الأمن الفكري، والأمن العقدي، والأمن السلوكي، والأمن الرقمي، والأمن الأسري، والأمن الشامل). ومن الفعاليات الجديدة في المركز لهذا العام إقامة ثلاث دورات معتمدة بالشهادات، وثلاث دورات أخرى مفتوحة لمن أراد الحضور والمشاركة، ويتضمن المركز ثلاثة مخيمات: مخيم للرجال، ومخيم للنساء، ومخيم الطفل.

أهداف المركز

ومن خلال جولة بسيطة للتعرف على المركز التوجيهي وأهدافه نرى أن المركز يهدف إلى تأكيد شمولية رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنها سبب خيرية الأمة، إلى جانب تحقيق الأمن الفكري والسلوكي والأخلاقي الذي يقود - بعون الله - إلى الأمن الشامل، وتحقيق مفهوم الوسطية انطلاقاً من قوله تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}، والتحذير من الأفكار الضالة، ومحاربة الغلو والتطرف والانحراف، ونشر قيم الخير والمحبة والتسامح بين أفراد المجتمع، ونبذ كل ما يقود إلى التكفير والتفجير والتخريب، وربط الرعية بالراعي، وإشاعة فقه طاعة ولاة الأمور والدعاء لهم والالتفاف حولهم كجزء من عقيدة أهل السنة والجماعة.

كما يهدف أيضاً إلى ترسيخ كليات العقيدة، وربط النفس الإنسانية بخالقها عن طريق التذكير، وفتح المجال أمام العقل للتفكير في عظمة الله وبديع صنعه، وغرس التقوى في النفوس، والحث على المسابقة والمسارعة في الخيرات، وتجديد الإحساس بمسؤولية الجميع تجاه هذا الدين، ونشر القيم والسلوكيات والأخلاقيات التي جاء ت بها الشريعة المطهرة، وزيادة الترابط بين شرائح المجتمع المختلفة، وذلك بالاعتصام بحبل الله المتين، والتذكير بواجب الجميع تجاه دينهم ووطنهم وولاة أمورهم، وزيادة الوعي لدى الأسرة المسلمة عن طريق البرامج والمسابقات الموجهة لها.

ومن أهدافه كذلك، تربية الشباب، والرد على الشبهات والأكاذيب التي يروجها البعض على هذه البلاد المباركة ، حتى لا نفاجأ بشباب منحرف، ناقم على وطنه ومجتمعه، واستغلال أوقات الناشئة والشباب فيما يعود عليهم بالنفع، وإتاحة الفرصة لهم لمعرفة إخوانهم رجال الهيئة عن قرب، وكسر الحاجز القائم بينهم وبين المجتمع، وإدراك المواطن والمسؤول للدور الرائد الذي يقوم به هذا الجهاز المبارك.

فعاليات وبرامج

ويتضمن المركز التوجيهي العديد من الفعاليات والبرامج والمناشط التي تحقق - بعون الله - الأهداف المرجوة، ومنها: المحاضرات المتنوعة، والكلمات بعد الصلوات، ومسابقات القرآن الكريم، والمسابقات الثقافية المتنوعة، ومسابقات البحوث العلمية، والإهداءات المتنوعة من كتب وأشرطة وكتيبات ومطويات وغيرها، والبرامج الموجهة للأطفال عن طريق مخيم الطفل، والبرامج الموجهة للنساء عن طريق المخيم النسوي.

قصب السبق

ويذكر أن لفرع الرئاسة بمنطقة عسير قصب السبق في فكرة إقامة المراكز التوجيهية منذ عام 1415هـ، وقد أقيم حتى الآن (347) مركزاً توجيهياً شملت معظم مدن وقرى وهجر منطقة عسير، وكان التركيز على الأماكن البعيدة عن مصادر التوعية والإرشاد والتوجيه كبعض مناطق تهامة وبادية الشرق، وهناك أيضاً المراكز التوجيهية الصيفية والشتوية، ومنها هذا المركز الصيفي الذي يقام بشكل شبه سنوي، ويحظى برعاية سمو الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير - يحفظه الله - وتحضر فعالياته أعداد كبيرة من الأهالي والمصطافين من مناطق المملكة كافة ودول مجلس التعاون الخليجي.