في مناسبات الزواج، وبالتحديد في صالات الأفراح الخاصة بالنساء، مشهد أكاد أجزم أنه يتكرر، ألا وهو تساهل القائمات على الحفل بشأن الموسيقى التي أفتى العلماء بحرمتها، فيوقع هذا التساهل الملتزمة بالحرج حينما تفاجأ بالموسيقى ضمن التجهيزات فماذا تفعل المدعوة في مثل هذه الحالة، من مشاهدتي كنت أرى من تلتزم بفتوى تحريم الموسيقى تغادر المكان متجهة إلى الممرات أو الفناء الخارجي تبحث عن ضيفة خرجت هي الأخرى من مقر الحفل ليتبادلان الحديث ريثما ينتهي ذلك الصوت المزعج، وفي الداخل هناك من تحاول جاهدة تغيير المنكر مبدية النصيحة لكن حينما تلحظ أن لا حياة لمن تنادي تفضل الخروج من الحفل نهائياً، وعند بوابة الخروج قد نجد من تتصبب عرقاً وتفرك يدها خجلاً من سوء الاستقبال الذي وقع على الضيفة وقد لا نجد من يعتذر أصلاً، وكأن شيئاً لم يكن، ينتهي الحفل بذهاب وإياب للملتزمات وكلام يجر بعضه بعضاً، حتى يؤثر على العلاقات ينتهي وقد ترك أثراً نفسياً على تلك الضيفة التي فرغت نفسها لإجابة تلك الدعوة أو تكون تكبدت سفراً أو ألغت موعداً من أجل هذا اليوم الذي تعده يوماً منتظراً لصلة قربى فتصفع بوتر يعيدها من حيث أتت، أليس هذا التجهيز الذي يستغرق أياماً، بل شهوراً، أليس من أجل الضيوف؟ فلماذا لا تراعى الملتزمة وهي إحدى المدعوات، وتوضع في الاعتبار عند إعداد الحفل؟ بل لماذا لا نفرح جميعاً بتلك المناسبة؟ فشريعتنا ما أغلقت باباً إلا وفتحت أبواباً بديلة، فلنبحث عن البدائل المباحة، ولتكن أفراحنا بلا معاصي نغادر المكان بدعوات صادقة للعروسين، وشوق للقاء آخر يجمعنا، بدل أن تصبح أفراحنا ذكرى سيئة لا نريد أن نتذكرها.
بريدة