تتفلت على الشخص نفسه إلا أن ترى مكانها في المجتمع، والطرق التي يسير فيها هذا الشخص لكي يصل إلى ما يريد هما طريقان: طريق المحاذاة والتبعية، والطريق الثاني: طريق المضادة والاتجاه المعاكس. في تحقيق الهدف لا يهم المرء بأيهما ظفر. يبقى السؤال هنا أيهما أسرع في اختصار الزمن؟ لا شك أن الطريق الأول يحتاج إلى زمن، بل إلى أزمان ليست بالقليلة وقد يصل الشخص وقد لا يصل وإن وصل فلا يعدو أن يكون برز في ابتزاز الأقران وتفوق عليهم في تحصيل ما هو حاصل قبله، إذا فالطريق الثاني هو الأسرع.
إذا تقرر هذا فإن السواد الأعظم في كل مجتمع من المجتمعات يسير في طريق مألوف وهذا شيء معروف، فالشخص الذي يريد الشهرة بأقصر زمن عليه أن يتمرد على ذلك الروتين المألوف الذي يسير عليه السواد الأعظم في مجتمعه ويمتطي صهوة جواد يسير في الاتجاه المعاكس، ومن الطبيعي أنه سيصطدم بما قد حسب حسابه وبما لم يكن له بالحسبان.. فالمضي قدماً مطلب لتحقيق الهدف بغض النظر عن صحة ذلك الهدف أو فساده، ولكن إذا كان الهدف نبيلاً كمن يريد إصلاح المؤسسات المجتمعية والحكومية، ويبصر الناس في أمور دينهم ودنياهم ويسعى في اجتثاث جذور الفساد ووأد الفتن في مهدها.. وغير ذلك. فلا شك أن هذا الصنيع نبتة خير، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وستأتي أكلها ولو بعد حين بإذن ربها. ولكن الخسارة كل الخسارة لمن سعى في تغيير مجتمع متمسك بمبادئ الإسلام ومسلماته وأسسه ليرديه إلى الهاوية شعر بذلك أم لم يشعر وليس له من وراء ذلك حصيلة دنيوية إلا حب الشهرة المذمومة وتحقيق هدف من أهداف هدّام الكرامة وناشري الرذيلة.
حائل
hailqq@Gmil.com