عرضت إحدى القنوات العربية مسلسلاً قبل وقت قريب كان الأحداث فيه مقلوبة الموازين تماماً، فقد عرضوا نماذج متعددة لشباب يعيشون في مجتمع واحد، أولهم شاب له لحية طويلة وثوب قصير ويرفض سماع الأغاني ويتردد على المسجد، وآخر قد حلق لحيته وأطال ثوبه ولم يكن للصلاة في حياته كبير اهتمام، عرضوا الأول وهو كئيب حزين يضرب زوجته كلما دخل أو خرج من الدار، أخلاقه لا يتحملها أقل الناس، أما الثاني فتعلو محياه ابتسامة عريضة لا تفارق وجهه يخدم الناس ويراعي جيرانه ويدلل زوجته ويحافظ عليها.

وإني حينما شاهدته وتفكرت من صياغة الأحداث وكتابة القصة لست ادعي أن كل من أطال لحيته أو قصر ثوبه يحمل أخلاقاً عالية أو من كان على العكس من ذلك فهو سيئ الخلق، أبداً لكن لِم هذا التحامل على التيار المتدين، ونحن نعلم أن الدين حسن الخلق، وديننا الإسلامي الحنيف قد ضمن بيتاً في أعلى الجنة لمن حسن خلقه.

هذه - أخي الكريم - واحدة من المغالطات التي تعرضها بعض الفضائيات العربية على مجتمعاتنا الإسلامية فتتجذر عند بعضهم في دواخلهم هذه القناعات.

ناهيك عن بعض ما يعرض من إثارة للشبهات والشهوات، والتي يعلم الجميع ما فعلت وأثرت في أبنائنا وبناتنا، فهل من مراجعة لأولئك وما يعرضون، فيكون فيه بعض إنصاف لمعتقداتهم وأخلاقهم.