المدينة المنورة - مروان قصاص
تعد مكتبة المسجد النبوي من المعالم الثقافية الكبيرة والعريقة في تاريخها، وقد تكونت قبل حريق المسجد في 13 رمضان عام 886 هـ، حيث احترقت خزائن المصاحف والكتب في ذلك الحريق وكانت تضم كتباً نفيسة ومصاحف, أما في العهد السعودي فقد تأسست المكتبة عام 1352هـ باقتراح من عبيد مدني حينما كان مديراً للأوقاف في المدينة وكان أول مدير لها هو أحمد ياسين الخياري، ويوجد في المكتبة بعض الكتب التي يعود تاريخ وقفها على المسجد النبوي قبل تاريخ إنشاء المكتبة مثل مكتبة الشيخ محمد عبد العزيز الوزير التي أوقفت عام 1320هـ وهي من الكتب التي أدخلت في المكتبة بعد تأسيسها، وكانت هناك كتب في الروضة الشريفة على بعضها تاريخ متقدم عن تاريخ تأسيس المكتبة.
وتنقسم المكتبة إلى عدة أقسام منها قسم المطالعة الخاصة بالرجال الذي يقع في الركن الشمالي الغربي من سطح المسجد النبوي ويحتوي على 300 كرسي للرواد، وللنساء خمس قاعات ثلاث منها في مصلى النساء الشرقي واثنتان في المصلى الغربي، وتم افتتاحها في 1416هـ, ويوجد فيها مكتبة رقمية تحتوي على أجهزة حاسب آلي مرتبطة بشبكة خاصة محمل عليها البرامج العلمية الحاسوبية وتشمل الكتب والمخطوطات والصوتيات الرقمية وتستعمل من قبل الباحثين للاطلاع وتوضع فيها الكتب المحدودة الاطلاع.
وتحتوي المكتبة كذلك على قسم المجموعات الخاصة الذي يضم خزانة المخطوطات الأصلية ومصورات ورقية وميكروفيلمية ورقمية وأجهزة تصوير من الميكروفيلم إلى ورقي وأجهزة حاسب آلي وأجهزة تعقيم وصيانة المخطوطات وطاولات عرض لعرض نماذج من المخطوطات للزائرين وصور ملتقطة مكبرة لنماذج بديعة من المخطوطات والمصاحف، وهنالك قسم للكتب النادرة والدوريات يقوم بحفظ الكتب النادرة والصور وغيرها وهناك ضوابط وضعت للكتاب حتى يحكم بأنه نادر، وقسم الدوريات يضم ثلاثة آلاف دورية وقسم المكتبة الصوتية يقوم بحفظ ما يلقى في مكتبة المسجد النبوي من التلاوات والدروس والخطب والصلوات من الحرمين الشريفين ويبلغ محتوياته أكثر من مائة ألف ساعة صوتية مسجلة على أشرطة كاسيت وأقراص مدمجة ووسائط متعددة.
ولتميّز موقعها في قلب المسجد النبوي فإن ذلك جعل لها مكانة عالية عند أهل العلم لقوله صلى الله عليه وسلم (من جاء مسجدي هذا لم يأت إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره) وتستقبل الكثير من زوار المسجد النبوي.