بصراحة لم تكن مباراة كوريا الشمالية الأخيرة هي التي دقت جرس الخطر بشأن تأهل المنتخب السعودي لكأس العالم 2010 والحقيقة المرة التي يجب أن يعرفها الجميع أنه حتى هذه اللحظة لم تتضح معالم هوية المنتخب لا من ناحية العناصر أو من ناحية الأداء وعلى الرغم من الجولات المكوكية التي قام بها مدرب المنتخب السيد بيسيرو، حيث وجد في جميع المعسكرات للفرق السعودية في القارة الأوروبية وحضوره لمعظم المباريات التجريبية التي خاضتها الفرق هناك إلا أنه لم يصل حتى الآن إلى التوليفة المناسبة التي يمكن الاعتماد عليها ولم يستطع صنع هوية واضحة لأداء المنتخب بشكل عام.
لقد كشفت مباراة المنتخب يوم الأربعاء أمام منتخب عمان الشقيق المستوى المتواضع للمنتخب من الناحية الفردية أو الناحية الجماعية على حد سواء ولم يكن هناك أي أداء تكتيكي أو خططي يمكن لأي لاعب أن يحسم أي لقاء يخوضه المنتخب، وبهذه الطريقة لن يتجاوز المنتخب أي فريق يقابله ولن يستطيع أي فرد في تسجيل أي هدف حتى ولو استمرت المباراة إلى أربعة أشواط بدلاً من اثنين وإذا كان هناك من إيجابية تسجل لإدارة المنتخب هو قيامها بتنظيم مباراة أمام المنتخب العماني بنجومه وأمام جماهيره لأنه يشبه وإلى حد بعيد المنتخب البحريني من حيث الأداء والأسلوب ولكن أرجو أن تصحح الكثير من الأمور حتى لا نقول لبعضنا بعضاً هارد لك.
بلا فائدة
لقد سبق أن اقترحت على قيادتنا الرياضية الموقرة ومن خلال برنامج (المساء الرياضي) بعد السماح باللاعب الأجنبي الرابع بدراسة جدوى عدد اللاعبين الأجانب في ملاعبنا وكنت أتمنى تقليص العدد إلى واحد أو اثنين بالكثير، وذلك لأسباب فنية بحتة ولكن فوجئت بزيادة العدد إلى أن أصبح العدد أربعة لاعبين وجميع هذه الزيادات جاءت على حساب اللاعب السعودي الذي أصبح يدفع ثمن هذه الزيادة بعدم وجود الفرصة لإثبات وجوده ولإعطائه أكبر مساحة من الوقت لتقديم ما لديه وإذا أخذنا هذه المسألة من ناحية علمية بحتة نجد أن كل لاعب لن يستطيع اللعب في الموسم أكثر من ست إلى سبع مباريات، حيث إن كل فريق في دوري زين للمحترفين قد سمح له بتسجيل 33 لاعباً فقط من السعوديين ومن ضمنهم حراس المرمى إضافة إلى أربعة أجانب، فإذا أخذنا بالاعتبار أن كل مباراة سوف يلعب جميع اللاعبين الأجانب الأربعة إضافة إلى حارس المرمى لن يتبقى سوى ست خانات فقط سوف يقوم المدرب بوضع من ثمانية إلى تسعة لاعبين في هذه الخانات الست في كل مباراة، إضافة إلى من سوف يكون على دكة البدلاء من خلال هذه المعايير والفرضيات نجد أن هناك ما لا يقل عن 18 لاعباً لن يكون لهم نصيب حتى في دكة البدلاء، وهذا يعود إلى كثرة اللاعبين الأجانب في الفريق وبالتالي سوف ينعكس على مستوى الكرة بصفة عامة وهذا ما جعل أداء اللاعب السعودي في انحدار مستمر وإذا ما استمر الوضع على ما هو عليه فسيكون القادم أسوأ ولقد ناشدت سمو الرئيس العام وسمو نائبه بمحاولة تقليص العدد حتى ولو سمح الاتحاد الآسيوي بذلك.
كذلك يجب أن نكون نحن من يسير الاتحاد الآسيوي وليس العكس لأنه بحاجتنا أكثر من أننا بحاجته وقد تكون السعودية الدولة العظمى والمؤثرة في القارة مع اليابان والصين وكوريا ولا يمكن أن نكون كبقية الدول التي يجاز فيها كل شيء لاعتبارات عدة مثل التعداد السكاني أو قلة المواهب فنحن قارة بحد ذاتها ولدينا من المواهب الشيء الكثير وأتمنى أن نكون قياديين في الرياضة مثل ما نحن في جميع المجالات.
شدوا الأحزمة
أربعة أيام فقط وتغلق مسابقة أقوى دوري عربي وهو (دوري زين للمحترفين) بمسماه الجديد وعطفاً على الاستعدادات الكبيرة والضخمة التي عملتها وقامت بها جميع الفرق وخوضها مباريات ودية كبيرة وكذلك استقطاب عدد هائل وكبير من اللاعبين سواء من الداخل أو الخارج مع التحفظ على بعضهم ولكن المتوقع هو دوري قوي ومختلف عن سابقه فقد يكون لعودة نادي القادسية هذا الموسم إيجابياته وإضافة المتعة والتنافس خصوصاً في الساحل الشرقي، ولكن وبعد وجود الدوري السعودي في المركز 16 عالمياً يجب أن تكون أكثر وعياً للتعاطي مع الأحداث وأكثر احترافية في التعامل مع جميع من له علاقة في قيادة ورعاية هذا الدوري الذي أتمنى أن يكون مميزاً في كل شيء.
شكراً لجنة الاحتراف
في أقل من أسبوع على ما ذكرت حول وجود تميز في التعامل مع الأندية وإطلاق أسماء ليس لها ما يبررها فقد قامت لجنة الاحتراف بإنهاء المشكلة التي كانت لدى نادي الاتحاد السعودي والتي كانت سوف تتسبب في منعه من تسجيل اللاعبين الأجانب والجدد ولقد عُمل بالاستثناء المعتمد من قِبل الرئيس العام حفظه الله وهذا دليل على أن القيادة حريصة على جميع الأندية على حد سواء وما زلت أتذكر في العام الماضي عندما اتهم نادي النصر أنه حصل على معاملة خاصة في تسجيل اللاعب أحمد عباس عند انتقاله من نادي الطائي كذلك هذا العام سمعنا من قال إن نادي النصر اختطف لاعبين من نادي الرياض وحصل على تسهيلات من لجنة الاحتراف فماذا سوف يقولون لو ان الالتزامات التي استثني منها نادي الاتحاد كانت لنادي النصر سؤال متى يختفي من عقلية المتربصين وعدم ترسيخها في مفاهيم الأجيال القادمة.
حكامنا والفرصة الأخيرة
بصراحة مؤسف جداً أن يصل حال الحكم السعودي إلى هذا الحد وهل يعقل أن من سوف يدير دوري زين للمحترفين قد رسب 67% منهم في اختبار الكوبر والذي أجري مؤخراً وهل أصبح لدينا مساحة للدفاع عن هذه النوعية من الحكام والذين فقدوا أبسط مقومات الحكم الناجح بعد النتيجة الأخيرة؟
فهل يعي الحكم السعودي دوره ومكانته ومكانة دوري بلده أم يستمر في عدم المبالاة واعتبار ان الشارة الدولية سوف تأتي كمنحة أو مكافأة من لجنة الحكام التي يجب أن تكون أكثر حزماً في تعاملها مع أفرادها وتكون شفافة مع الإعلام ومنسوبيه.
نقاط للتأمل
* الزميل والأخ والصديق فهد الطخيم رجل يجبرك على احترامه فهو عقلية رياضية مثقفة ومحترمة ولا يمكن أن يسيء لمن يختلف معه وكم نحن بحاجة إلى رجال في وسطنا الرياضي من نوعية أبو فيصل.
* تم التجديد مع أهم لاعب في الملاعب السعودية وثلاثة من زملائه من دون ضجيج أو مساومة أو اجتماعات مع أبوه وأخوه وعيال عمه وهذا دليل على العمل الاحترافي الذي يقوده الأمين العام أبو نواف وبقية زملائه.
* تم إحضار بعض اللاعبين وتسريحهم وإعارة بعضهم وهم في العقد الثاني واستقطب منهم في العقد الثالث لا يوجد تفسير واحد عما يدور وهذه شهادة براءة لبعض أعضاء مجلس الإدارة السابق.
* أرجو من جميع منسوبي الأندية عدم الضغط على الحكام من أول أيام الدوري لأن الجود من الموجود وأتمنى أن أكون أول الملتزمين.
* قلت سابقاً، إن قلبي (يعورني) على سعد الحارثي والظاهر أن قلبي دليلي وسوف (يعورني) إلى نهاية الموسم.
* هل الكرة في السعودية مقبلة على كارثة اسمها حارس المرمى..؟ فلا يوجد حالياً حارس يعتمد عليه بعد الله إلا وليد عبدالله فالعمل مطلوب للبحث عن المواهب في الوقوف بين الخشبات الثلاث.
* الحمد لله على سلامة جميع الفرق التي وصلت مؤخراً من خارج البلاد ومبروك الشهر عليكم مقدماً ونلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي.