الفترة التاريخية التي شهدت تولي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل إدارة رعاية الشباب في النصف الثاني من عقد الثمانينيات الهجرية من القرن الفائت.. تمثل مرحلة مفصلية ومهمة في مسيرة قطاع الشباب والرياضة.. على اعتبار أن هذا الجهاز الحيوي.. قبل رئاسة الأمير الرياضي.. كان خاضعاً لنظام التبعية، بمعنى كان تحت مظلة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية كإدارة عامة، نجح في تحويلها إلى مؤسسة عامة وسط تحديات كثيرة ساهم في الأعوام الستة التي قضاها داخل أروقتها كمسؤول مباشر في إعادة تنظيم المهام وإيجاد الصيغة الجديدة لأهداف هذه المؤسسة العملاقة وتطوير هياكلها وأجهزتها ووضع ميزانيتها المستقلة لمشروعاتها وبرامجها وخططها المستقبلية.. كان هدفه الأسمى والأهم رسم مستقبل الشباب السعودي في كل مدينة ومحافظة بغية التنظيم الشامل للحركة الرياضية بالمملكة بما يتماشى مع الآمال الشبابية في تلك الحقبة الفارطة.. وقد كان أبرز القرارات التنظيمية والمنجزات التطويرية التي ارتبطت بسموه حين تقدم من خلال وزارة العمل والشؤون الاجتماعية إلى مقام مجلس الوزراء في مطلع التسعينيات الهجرية بمشروع إنشاء مجلس أعلى لرعاية الشباب ترتبط به الإدارة العامة لرعاية الشباب. وهذه المرحلة لا شك تجسد البناء الحقيقي لقيام هذه المؤسسة العملاقة ونهوضها على أرضية علمية ودعائم صلبة، ولا سيما أن مرحلة التنمية الرياضية انطلقت مع القرار التاريخي بتحويل هذه الإدارة العامة إلى مجلس أعلى ذات شخصية اعتبارية، ومعها بدأت الخطة التنموية الخمسية تزامناً مع التحول النوعي لهذا القطاع العملاق..
ما دفعني في تناول هذه الاستهلالية التاريخية عن مسيرة الأمير الرياضي خالد الفيصل.. هو السجال التاريخي الذي حصل بين المؤرخ الرياضي (محمد القدادي) والزميل (عبدالله جارالله المالكي) حول تاريخ تولي الأمير خالد الفيصل إدارة رعاية الشباب، وما صاحبها من ردود وتعقيبات وإرهاصات.. بصرف النظر عن نتائج هذا السجال.. كان من المفترض أن تبادر (رعاية الشباب) ممثلة بإدارة الإعلام والنشر وتصدر إيضاحاً تاريخياً يتضمن كامل الحقائق الدامغة والمعلومات الموثقة والبيانات التاريخية حول فترة رئاسة الأمير خالد الفيصل، باعتبار أنها المرجعية الرياضية، فضلاً عن كون الموضوع أصلاً.. يتعلق بتاريخ هذه المؤسسة الشبابية والرياضية، كما يحصل في المؤسسات الرسمية الأخرى.. التي تتفاعل مع ما ينشر عنها.. إلا إذا كانت (رعاية الشباب) لا تملك المعلومة، فمن المفترض أن تبدأ من الآن في التفكير الجاد نحو تأسيس أو بناء مركز وثائقي رياضي تقني متكامل يتماشى مع أهمية هذه المرحلة ومتطلباتها ويواكب حجم ودور هذه المنظومة العملاقة التي تضطلع دائماً في خدمة الشباب والرياضة.. وذلك بالاستفادة من المصادر الأولية ذات الصلة بالحدث التاريخي كالأشخاص وشهود العيان والمصادر الثانوية ويمثلها المؤرخون المتخصصون الذين تحدثوا عن المعلومة التاريخية بلغة الوثائق العلمية والمستندات الرسمية وغير الرسمية الموثقة التي رصدت في بطون الكتب التاريخية.. واستثمار التقنية الحديثة بهدف معرفة ماضي هذا القطاع الرياضي واستشراف مستقبله، وهو الذي يرعى شريحة عظمى من فئة الشباب يشكلون ما نسبته 56% من التركيبة الديموغرافية بالمملكة.. وأتصور لو تعاقدت (الرعاية) مع إحدى الشركات المتخصصة في التوثيق العلمي والرصد التاريخي واستفادت من المؤرخين الرياضيين والمصادر المعلوماتية الموثقة.. سنضمن وجود مركز وثائقي رياضي متكامل وفق منهجه العلمي وأساليبه التقنية الحديثة.. قادر على حفظ حقوق المنظومة الرياضية من العبث فيما يخص تاريخ الأندية وإنجازاتها ورموزها وما يتعلق بالرياضة بشكل عام.. ساعتها سنلغي الكثير من الإشكاليات والتجاوزات والمغالطات التاريخية التي لا تخدم الصالح العام وتحديداً في عصر العولمة، وبالتالي لابد من وجود المعلومة الصحيحة.. عموماً العبث بالتاريخ مسؤولية الجهات المعنية بإيقاف مثل تلك المغالطات والترهات بالعمل المهني المنظم.
***
* الدكتور عبدالإله بن سعيد.. قدرة أكاديمية مهنية متخصصة في الدراسات الاجتماعية تجمع ما بين الفكر العلمي والخلق الرفيع إلى جانب ما يتعلق بشئون الشباب، ساعده في ذلك وجوده الملموس في الوسط الرياضي.. علاوة على أن هذا الكادر ينحدر من عائلة رياضية مشهود لها بالخلق والعلم والثقافة الرصينة.
* زميلنا العزيز (عبدالله العجلان) تساءل عبر مقالته الأخيرة.. لماذا لا يوجد ضمن هيكلة النادي الإدارية وعضوية المجلس إداري متخصص بالقانون يحمي النادي ويدافع عن حقوقه ويضبط تعاملاته.. في ظل الممارسات الإدارية التي تعتمد على الاجتهادات العاطفية في كل قضية تواجه النادي..!؟ ونحن هنا نتساءل أيضاً لماذا لا تبادر الأندية الكبيرة في ابتعاث الكوادر المؤهلة لتمكينها من تأصيل وتفصيل (القانون الرياضي) بدلاً من الاعتماد على الخبرة السلبية والاجتهادات التي لا تزيد الأمور إلا تعقيداً..!!؟
* الاستفادة من الكوادر العلمية المتخصصة أمثال الدكتور عبدالرحمن القحطاني نجم الهلال - سابقاً - ستنهض بقالب العمل المهني في قناة الزعيم.
* إبعاد المدرب الوطني القدير خالد القروني من تدريب (الرياض) بطريقة سافرة.. قرار ارتجالي أحادي سيندم عليه صناع القرار في المدرسة..!!
* التخصص ينبوع الاتقان.
المحرر
k-aldous@hotmail.com