تمر بالشاعر حالات من الضيق والكدر والحزن والألم مثلما تمر به حالات من الفرح والسرور والسعة في الرزق والعمل.. وهذه الجوانب المتعلقة بنفسية الشاعر يعبر عنها بقصائد شعرية مغلفة بالمعاني الجزال والمعاني الصادقة والحِكم التي تعطي من أسندت إليه الشكوى أو بث الهموم عليه - بعد الله سبحانه وتعالى - انطباعاً جيداً وواضحاً بالحالة التي يمر بها الشاعر وصاحب القصيدة. والشاعر المتمرس صاحب الباع الطويل والخبرة الكبيرة يستعمل المفردات التي يشوبها الغموض نوعاً ما، تاركاً لصديقه أو نديمه أو رفيقه التي أسندت أو وجهت إليه القصيدة سواء كانت قصيدة تحاكي المعاناة أو تحاكي الفرح والسرور والظروف الحالية التي يمر بها الشاعر، فَهم معانيها وتفسير مفرداتها، وبالتالي يعرف ويفهم المطلوب منه حتى يتمكن من الوقوف مع صاحب القصيدة الشعرية والتخفيف من معاناته والظروف التي لحقت به، وكثيراً ما نهيج قريحة الإنسان التي أسندت إليه القصيدة ولو لم يكن شاعراً ويهوى الشعر، ولكن ظروف الوقت والزمان والحالة التي يمر بها رفيقه جعلته شاعراً فذاً من خلال السرد أو المجاراة للقصيدة التي قرأها وأسندت إليه؛ فتجد في أبياتها الجودة الشعرية والجزالة اللفظية معبراً عن استعداده لتلبية طلبه والوقوف معه في محنته التي يعيش فيها حتى تنجلي أو يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
عبدالمحسن بن محمد المحيسن - رياض الخبراء