Al Jazirah NewsPaper Saturday  15/08/2009 G Issue 13470
السبت 24 شعبان 1430   العدد  13470
تمرد شهية المخاطرة ينعش الأصول ذات العائد المرتفع
البنوك المركزية تتفق على تثبيت (الفائدة).. وعلامات استفهام حول تحسن الدولار

 

وليد العبدالهادي

اتفقت البنوك المركزية على تثبيت أسعار الفائدة ومع تمادي شهية المخاطرة في تمردها في الأسواق الأمريكية واليابانية خصوصاً انتعشت الأصول ذات العائد المرتفع ولم يظهر الدولار بدور الملاذ الآمن على الرغم من ضعف عزوم التداول في أسواق النفط ويلوح في الأفق حركة تصحيحية ضمن المسار الصاعد خصوصاً وأن شهر سبتمبر دائماً ما يعج بالذكريات الحزينة كما هو معروف عند الأمريكيين لكن هذه المرة لن تكون قاسية.

الدولار الأمريكي

هناك من يهلع من تحسن أداء الدولار إلا أنه هذه المرة كان ناجم من تحسن الاقتصاد وازدياد الطلب على منتجاته وبذلك يدخل الدولار بوابة الطلب الحقيقي وبدأت تترجم خطط الإنقاذ عملياً في الاقتصاد ومع ارتداده من مستوى 77 ووقوفه على أعتاب 80 أمام سلة عملاته بدأ يقارع خطوط الاتجاه الهابط من الناحية الفنية، أما من حيث الأنباء المؤثرة فقد افتتح الأسبوع بأرقام مفرحة عن سوق العمل حيث أعلن عن معدل البطالة لشهر يوليو والذي وصل إلى 9.4% مقارنة بالشهور السابقة (9.5% - 9.6%) على التوالي وهذه ثاني إشارات قرب تسجيل قاع البطالة، حيث كانت الأولى ضعف وتيرة الانخفاض بعد الربع الأول من هذا العام أي فرق الانخفاض ضيق من شهر إلى شهر مقارنة ببداية الأزمة، والإشارة الثانية هي تسجيل مستوى أقل من الشهر الذي يسبقه وهذا ما حدث بالفعل، وجاءت أرقام الإعانة معززة لذلك بانخفاضها في آخر أسبوع من يوليو إلى 550 ألف طلب مقارنة بنتائج الأسبوع الذي قبله 584 ألف طلب، وهذا هو العامل الأكبر تأثيراً في نشوة الأسواق هذا الأسبوع واختتم تداولاته بخبر تثبيت سعر الفائدة عند ربع نقطة مئوية وهذا إيجابي.

أما العوامل الأقل تأثيراً على الرغم من أهميتها فهو أن عملاق التأمين (AIG) حقق أرباح لأول مرة منذ 2007م بقيمة 1.8 مليار دولار، أما فيما يتعلق بمخزونات النفط فقد ارتفعت إلى 2.5 مليون برميل وبأكثر من المتوقع مما ساهم بهدوء المضاربات في أسواق النفط.

اليورو مقابل الدولار الأمريكي

الاتجاه صاعد وقوي بالرغم من فشل محاولة اختراق مستوى 1.42 إلا أنه سرعان ما ارتد من خط الاتجاه الصاعد الفرعي عند 1.40 ويميل حالياً للسير بشكل جانبي ويتوقع نهاية الأسبوع أن يعيد الكرة مرة أخرى لتجديد محاولات الاختراق.

الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي

بعد الاختراق الذي جاء بسرعة البرق حدث كسر للاتجاه الصاعد بنفس السرعة عند مستوى 1.65 وبعزم ضعيف ويتوقع أن يتحول الزوج للاتجاه الجانبي فوق حاجز 1.60 والسبب يكمن في تحسن الدولار على حساب الجنيه وبذلك يصبح الزوج تداوله عالي الخطورة.

الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني

تحسن الأخبار القادمة من اليابان لم تمنع من اختراق الاتجاه الهابط عند 96 بل عاد لتأكيد النية ومن صالح الزوج التداول في مسار جانبي ليتمكن من اختراق مقاومات عديدة في منطقة التسعينات وبعد الارتداد من خط الاتجاه الصاعد واختراق الاتجاه الهابط يمكن القول بأن زوج تحت سيطرة المشترين.

اليورو

توجت ألمانيا نفسها نجمة سماء الأرقام الأوروبية هذا الأسبوع وكان أبرز ما في جعبتها مؤشر أسعار المستهلكين الذي انخفض وفقاً لتقرير يوليو بنسبة 0.7% وعلى الرغم من ضعف الانخفاض إلا أن ذلك أثار القلق لدى المستثمرين، ومع أن بيانات الإنتاج الصناعي في ألمانيا انكمشت بنسبة 0.1% لشهر يونيو إلا أن الإنتاج أظهر نمواً بنسبة 4.3% مع ارتفاع ملفت في الصادرات بنسبة 6.8% بدعم من قطاع السيارات ولكن عين المستثمر تعطي أولوية أهم للمستهلك الألماني ومستوى مبيعات التجزئة في الاقتصاد الألماني ويبدو أن مد الانتعاش يواجه صعوبة في الوصول للقارة العجوز.

الجنيه الإسترليني

المركزي البريطاني يبقي على سعر الفائدة دون تغيير عند 0.5% للشهر الخامس على التوالي وبتنويه على أنه يرغب في رفع قيمة برنامج شراء الأصول إلى 175 مليار جنيه موجهة لشراء السندات مما يعني المزيد من القلق حيال العملة ومدى تعرضها لشبح التضخم الذي حكى عنه كثيراً.

أما أهم ما أعلن في الاقتصاد الملكي هذا الأسبوع مؤشر أسعار المنتجين للمدخلات لشهر يوليو والذي انخفض بنسبة 1.4%، أما بالنسبة للمخرجات فلا تزال مستقرة مقارنة بالشهر الماضي، ويعتبر ذلك مقلقاً للشهر القادم ولكن المستثمرين يتطلعون حالياً إلى أرقام المستهلك المقبلة للحكم بشكل أوسع.

أما الميزان التجاري البريطاني خلال يونيو فقد سجل عجزاً بقيمة 6.4 مليارات جنيه إسترليني مقارنة بالعجز السابق عند 6.26 مليارات جنيه، ولا ننسى معدل طلبات الإعانة حيث أظهر ارتفاعاً بنسبة 4.9% لشهر يوليو والنسبة السابقة كانت عند 4.8% حتى معدل البطالة جاء ليؤكد السلبية بمعدل 7.8% لشهر يونيو مما ضغط على الجنيه في بداية الأسبوع.

الين ثقة المستهلك في شهر يوليو ترتفع إلى 39.7 مقارنة بالرقم السابق عند 38.1 ومع تثبيت المركزي الياباني سعر الفائدة عند 0.10% وهذا إيجابي في هذه المرحلة انتعشت أسواق الأسهم اليابانية خصوصاً وأن بيانات مشرقة ومفرحة حول الحساب الجاري الياباني خلال شهر يوليو تظهر فائضاً بقيمة 1.152.5 مليار ين مع فائض في الميزان التجاري خلال شهر يونيو بقيمة 602.2 مليار ين حتى الصادرات خلال شهر يونيو ارتفعت إلى 4.307.7 مليار ين وهذا ما تم توقعه في مطلع الشهر الحالي حول عميل الصادرات الجديد وهو الصين واستفادت العملة بشكل كبير من ذلك.

(تم إعداد هذا التقرير بعد إغلاق الأسواق الأمريكية يوم الإربعاء الساعة 10 مساءً بتوقيت جرينتش)

محلل أسواق المال


waleed.alabdulhadi@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد