المتعثرون من لهم؟
حين تنطفئ في صدورهم ومضة الهدى..
وتغيب عن إبصارهم خيوط النور..
وتفقد ألسنتهم لفظة النقاء..
وترجف أقدامهم دون الطريق..
وتظلم نفوسهم عن الحقائق..
حين تأخذهم الدنيا في تيارها..
وتجرفهم النفس في إغوائها..
وتتكالب عليهم الفاقة والعوز والضلالة والجهل..
حين تقتحمهم الأمراض وتذوب هممهم المخاوف..
حين يبسطون أكفهم فلا من يصافحها..
ويهدرون دموعهم ولا من يجففها..
ويأون لأرصفة متربة, وجدران منقضة, وسقف متهالكة..
هؤلاء من لهم..
يلم شعثهم, وينير بعلمه أسماعهم وأبصارهم, ويقيل بحكته عثرات أقدامهم, ويسند بإيثاره ظهورهم, ويهرق عليهم من ماء طهر النصيحة والتعليم والخبرة والصبر والإيثار..؟
كثر المتعثرون.., هم في فضاءات عواصفها كثيرة, ونارها حارقة, ودروبها مظلمة.. وفي جوفهم ثمة مضغة قابلة لنور الصلاح يتسرب إليها..
كما تسرب لنفوس كفار لم يكونوا مسلمين أحاطهم النبي صلى الله عليه وسلم بهديه, وصبر عليهم, ومنحهم من العلم والحكمة والصفح والوقت ما أقال عثرات جهلهم, وضلالتهم وأخرجهم للنور حتى أصبحوا نجوماً يُهتدى بها..
فتمتعوا بالحياتين..
فمن يعين هؤلاء على دنياهم..ليكلأهم الله فيها ويرحمهم في سواها؟