لم يكن الحافز الاساسي أن يجتاز الأخضر السعودي مباراته التحضيرية أمام المنتخب العماني فائزاً بالنتيجة بالقدر الذي كنا ننتظر أن يؤدي لاعبو المنتخب بقيادة البرتغالي بوسيرو اداء يدخل الطمأنينة لقلوبنا المتلهفة لوصول خامس للمونديال العالمي وهو ما أخفق بترجمته بوسيرو ولاعبوه حيث خسروا النتيجة وواصلوا مشوار الأخطاء الفنية الفادحة التي ظهرت مكشوفة في المباراة الاخيرة لنا قبل الملحق امام كوريا الشمالية.

المباراة اظهرت ان المنتخب السعودي مازال يبحث عن هوية فنية مقنعة ضاعت للأسف بين منعطفات التغييرات المتكررة وتواصل الحلول الفردية اضافة لانكشاف معضلة عدم التركيز خاصة من لاعبي الوسط بسبب البطء في التحرك الجماعي خلال الهجمة المرتدة أو حتى المنظمة وهذا ما يوضح سوء التحضير التدريبي للاعبين وغياب التفاهم اضافة الى نقص المخزون اللياقي الذي يعوضه اللاعبون بالتمرير الخاطئ والتخلص من الكرة بأي وسيلة كانت ولعل من شاهد المباراة كشف العدد الهائل من التمريرات الخاطئة للاعبين واعتمادهم على تمرير الكرات الطولية العالية بحثا عن التخلص من الاداء الجماعي والتحرك وهو ما يؤكد ان خللا فنيا فظيعا يجتاح الاخضر لم يتم علاجه منذ نهاية مباراة كوريا الشمالية..!!

إن من المهم جدا أن يتم محاسبة المدرب بوسيرو فنيا عن الاسلوب الذي ينتهجه بالتدريبات فالاخطاء التي ظهرت على مستوى غالبية اللاعبين تدل دلالة واضحة على أنهم لايتمتعون باستقرار تدريبي وأقصد منظومة الحصص التي يتلقونها خلال التدريبات لم تؤد الى كبح جماح الاخطاء المتكررة أو على الاقل تشعرنا بوجود استراتيجية فنية يسير عليها احد اهم منتخبات القارة والذي ذبحته مختبرات التجارب العناصرية وقد تغتال آماله أمام البحرين وهو مالانتمناه اطلاقا.

الخسارة لم تكن مهمة امام العمانيين الذين حضروا بكثافة لمؤازرة منتخبهم واستحقوا الفوز بروح وعطاء ودافعية لاعبيهم وجماعيتهم داخل الملعب لكن من المؤلم أن يخسر منتخب بعظمة وتاريخ الاخضر السعودي بأداء غير مقنع وبمدرب مازلنا نطمح منه الكثير كيف لا والامير سلطان والامير نواف أوجدا له مناخا رائعا لتحقيق الانجاز القادم وحيث إن المنعطف القادم لايحتمل تكرار الاخطاء فعلى بوسيرو أن ينتبه جيدا وأن يركز وقبل ذلك أن يتمتع بالشجاعة الفنية وكلنا منتظرون..!

أزمة ثقافة..!!

لايستحق حسن معاذ وهو صاحب المشاكل داخل ناديه الشباب أن يجد لنفسه مكانا داخل كتيبة الاخضر بعد أن ارتكب بكامل قواه العقلية حماقة غير مبررة اطلاقا كلفته الطرد امام المنتخب العماني فقد جاءت اللقطة التي عبر فيها هذا اللاعب عن احتجاجه لقرار صحيح من حكم المباراة ضد سعود كريري لتؤكد أن التهاون ضد الاخطاء التي يرتكبها بعض اللاعبين داخل انديتهم الشباب عاقبه لكن لم ينفع تعود بالسلبية على الاخضر الذي لايحتمل في هذا الوقت تصرفات مثل التي فعلها حسن معاذ وهنا أتمنى أن يتم استبعاد اللاعب عن قائمة المنتخب بتاتا فلا مكان سواء للجادين بخدمة شعار بلادهم فعليهم العودة مجددا حيث محاضن والمكافآت المجزية والرواتب العالية التي حولت شخصياتهم لعالم آخر مع أن هناك صورا مثالية وراقية للكثيرين حتى وهم يحصلون على الملايين.. إنها أزمة ثقافة..!!

شكرا لنواف وفريقه الحضاري:

العرض الذي قدمه الاستاذ محمد النويصر المدير التنفيذي لهيئة دوري المحترفين لتجربة الهيئة مع الأنظمة الاحترافية الجديدة المطبق بدوري زين السعودي خلال اجتماعات اللجان المستحدثة داخل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أكد قوة ومتانة الاساس الاحترافي للكرة السعودية الذي يقوده عراب المرحلة الأمير نواف بن فيصل ولاشك أن الإشادات الآسيوية بهذا العرض وطلب بعض الدول الاستفادة من التجربة السعودية تكشف دون جدال أن الأمير نواف بن فيصل وبقية فريقه الرائع بهيئة دوري المحترفين يقدمون لوطنهم عملا حضاريا يستحق الإعجاب والتقدير والانبهار وقبل ذلك يجسدون بمتابعة وجه السعد الأمير سلطان بن فهد رغبة وتعليمات ولاة الأمر بالعمل الدؤوب لخدمة الشباب السعودي وهو ما عمله ومازال يعمله هذان الاميران الرائعان.

تصويبات:

الرباعية التي اتخم بها النصر شباك الرائد في المباراة الودية الاخيرة لاتعكس قوة فنية لفارس نجد بالقدر التي تؤكد أن تهالكا عناصريا وفنيا ظهر عليه الرائد يحتاج الى علاج سريع من قبل الرئيس الخلوق فهد المطوع وذلك بالوقوف وراء ذلك المستوى غير المتوقع للاعبين رغم تهيئة كافة الظروف لهم.

الديون المتوالية على ذلك النادي هي استراتيجية لإبقاء السلطة خارج أسوار إدارة النادي الرسمية وهو ما يجب أن ينتبه اليه عقلاء النادي العريق ويعملوا على استئصاله للأبد..!!

الدكتور الخبير صالح بن ناصر كان مثالا للرجل الشفاف العملي وهو يظهر صورة احترافية للتعامل مع قضايا الاندية السعودية عبر مهنية عالية وجديرة بالاحترام متزامنة مع خلق رفيع وتعامل راق...شكرا من القلب يادكتور.

قبل الطبع:

بلغكم الله رمضان وبارك لكم شعبان وغفر ذنوبكم وشفى مرضاكم وأسعد بقية حياتكم.. اللهم آمين.