انتهت فترة معظم الأندية الصيفية ولكن الإجازة لم تنته بعد، ودائما مع نهاية أيام هذا النادي وذاك نجد أولياء الأمور بل الأبناء يطالبون بالاستمرار حتى بداية العام الدراسي، ولكن من حسن الحظ أن الأيام المتبقية تتمثل في الشهر الكريم شهر العبادات والصلوات،{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ..} سورة البقرة:(185)، ومن ذلك ننطلق إلى أن نوجد فرصة رائعة لأنفسنا مع أبنائنا في مدرسة تربوية خاصة، فروحانية الشهر الكريم يلزم أن نستثمرها في قراءة القرآن الكريم وطرح دروس تربوية يمكن أن نحقق منها الشيء الكثير فلو أن كلاً منا رتب في استغلال فترة ما بعد صلاة التراويح لمدة ساعة أو تزيد خاصة أن غالبية الأبناء لا ينام إلا متأخراً لوجدنا حوالي خمسين ساعة أو أكثر يمكن أن نحقق منها الشيء الكثير فمثلاً لو كلف كل فرد في العائلة ومن ضمنهم الأب والأم بقراءة موضوع أو قصة معينة ثم التحدث بها أمام أفراد العائلة وتم النقاش حولها وكان هناك مسابقة لمن يستنتج أكثر الفوائد لحققنا مكتسبات لا تخطر على البال منها الثقافة والقراءة ومهارة التفكير والاستنتاج والحوار.. الخ.. من المهارات التي يحتاجها الناشئة وتنعكس على تنمية المهارات والقدرات لديهم بشكل أو بآخر، ومن طرق استغلال الوقت أيضا تشجيعهم بالكتابة عن موضوع معين يمكن أن تكون مصادره من الإنترنت أو من الكتب أو الصحف اليومية أو أي مصدر متاح، أيضاً هناك بعض البرامج التلفزيونية النافعة التي يمكن من خلالها استقراء بعض النتائج سواء كانت إيجابية أم سلبية ويتم رصدها واستعراضها معاً في حوار منظم لنصل بمثل هذه الأساليب إلى تحقيق شيء من التربية والتعليم لأبنائنا الذين هم في أمس الحاجة لمثل هذه البرامج المنظمة والهادفة وغير المملة، وذلك في خضم ما يتطاير حولهم من ملوثات قد تؤثر عليهم سلباً في تفكيرهم وحياتهم بشكل عام إن لم نوجد مضادات حيوية فعالة لتلك المكروبات التي قد تصل ليس للمرض فحسب، بل للموت أحياناً، أتمنى أن نخطط لما تبقى من الإجازة فيما يعود على أبنائنا بالفائدة بطرق وأساليب مشوقة بعيدة عن الملل لنكسب جاذبيتهم لتك المنافع وتتحقق الأهداف المنشودة.
وكيل الجامعة للدراسات والتطوير والاعتماد الأكاديمي، عضو اللجنة العليا المشرفة على الأندية الصيفية