قال الكاتب الأمريكي (ادوارد كاورد) لا يمكنني رؤية حيوان بحاجة إلى المساعدة من دون أن أحاول مساعدته! قال هذه الكلمات عندما اقتحمت السلطات الصحية المكسيكية منزله المكون من ثلاث غرف، لإجلاء 157 كلباً، كان الكاتب المذكور يستضيفها في منزله لتقديم الأكل والرعاية الصحية لها، ومن الواضح أن هذه الكلاب، من تلك التي تكثر تحت الجسور وفي الأحياء الشعبية.. وهذا الكاتب ليس وحيداً، فمثله العشرات من ناشطي جمعيات الرفق بالحيوان يفعلون ذلك على الدوام، ولعل من أبرزهم الممثلة الفرنسية (بريجيت باردو) التي استثمرت مالها وشهرتها من اجل رعاية الحيوانات والدفاع عنها، وقد ضحت بالمجد كله وكرست نفسها لهذه الرسالة!.
في العالم الإسلامي هناك ممارسات غير مسؤولة، وإفراط في استخدام القوة، الذي يصل إلى حد القمع، وسلب الحياة، وقطع الرزق، وللأسف لا ينصر هؤلاء أو يدافع عنهم إلا أنصار المجتمع المدني في الدول الأجنبية وخير مثال على ذلك ما حدث ويحدث لأهالي فلسطين المحتلة والصومال والعراق وافغانستان ودارفور وغيرها من الدول، فهذه الشعيرة (شعيرة نصرة المظلوم) محدودة في العالم الثالث، بل إن القوي القمعي، غالباً ما يتحدى أنصار المجتمع المدني بحجة أن ما يحدث شأن داخلي، لا دخل للأغراب فيه، هذا المبدأ جعل صدام يرش شعبه بالكيماوي ويجلي عائلات كاملة بحجة أن جذورها ليست محلية!
أنصار المجتمع المدني لنصرة الناس ليسوا موجودين في دول العالم الثالث، أما في الدول الراقية فهم لا يدافعون فقط عن المظلومين من البشر، ولكن مظلتهم شملت حتى الحيوانات، نعم الحيوانات، وهم بذلك يطبقون تعاليمنا الإسلامية السمحة التي تحثنا على الرفق والنصرة للمظلومين والمهمشين من البشر والحيوانات، لكن ما هو في بطون الكتب ووسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية شيء، وما هو على أرض الواقع شيء آخر، يا أمان الخائفين!!.