المتاحف مرايا التاريخ وبنوك الحضارات المركزية، وفي الدول التي تدرك أهمية دورها تتجاوز حدود علاقة المجتمع بها التاريخ لتصبح جزءاً من نبض الحياة وواقعها؛ فطلبة المدارس يقدمون التقارير عن زياراتهم لها وفنانوها يستلهمون الإبداع من مكنوناتها، ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل يتجاوزه إلى أن تصبح جزءاً من ترفيه العائلة حيث تصمم المتاحف وتزود بخيارات الأطعمة والمشروبات وأكشاك التسوق والتذكارات لتغدو جزءاً من نبض الحياة وليس ماضيها.
من المخجل أن تجد مواطناً لم يزر متحفاً في بلاده يوماً بل ولا يستطيع استذكار اسم أحدها ولو على سبيل الخرص، جزء من ثقافة المتاحف يكمن في الوعي بها؛ فالدول المتقدمة تتنافس في إبراز ما تملكه من كنوزها في مطبوعاتها الترويجية لتباهي به العالم وتجذب السياح إليها، فكما ترتبط المتاحف بماضي الشعوب وحضاراتها فإنها أكثر ارتباطاً بواقعها ومستقبلها. ومع انتقال الإشراف على المتاحف من وزارة التربية والتعليم إلى هيئة السياحة بات من الملح السؤال عن مستقبل المتاحف في بلادنا والرؤية الجديدة لدورها في المجتمع ليس فقط على صعيد التنظيم والإشراف بل على صعيد التطوير لثقافة التعاطي الاجتماعي معها، فالعناية بالمتحف تبدأ بالعناية بوعي من سيزوره!