يعمد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، الشاعر والفنان إلى وضع بنية تحتية تنشر الفكر والثقافة، والوعي في المملكة العربية السعودية، إنه الرجل الذي تبنى مؤسسة الفكر العربي، حيث لم يقف طموح سموه إلى نشر الوعي الثقافي محلياً فقط، بل تجاوز ذلك إلى قاعدة عريضة تتجاوز أرض المملكة إلى نشر هذا الوعي عربياً، وعالمياً، إنه يطمح في أن نتحول إلى العالم الأول - كما جاء في تصريحاته الصحفية - في أكثر من مناسبة، وسموه يدرك أن هذا الأمر لن يتحقق دون نشر الوعي، وإعمال الفكر والاهتمام بثقافة الشعوب، وتراثها وآدابها وفنونها، وهذا ما يدعو إليه العقل، فالعقل العربي وطريقة تفكيره تظل قاصرة في وقتنا الحاضر، ويظل الفكر الماضوي الذي يسحب مواطني الأمة العربية إلى الخلف، بإيمانهم أننا كنا، وكنا شعوباً لها حضارتها، وكنا شعوباً تقود العالم، في غياب كامل عن التفكير في الحاضر والمستقبل، وهو ما يدعو إلى النكوص، والتراجع إلى الخلف، أن الشاعر العربي يقول:

ولو تأملنا بعض إنجازات سمو الأمير الشاعر في المجالات الثقافية والفكرية لوجدنا أنه قام بتأسيس مراكز ثقافية في منطقة عسير، عندما كان أميراً لها، وأنشأ القرية التشكيلية هناك، وأصبحت عسير منارة للعلم، والفكر والحضارة، ومهرجاناً ثقافياً سنوياً يقام للثقافة والتراث والفكر والفن، الذي يشارك فيه الكثير من الكتاب والمفكرين، من أنحاء المملكة، ومن خارجها، ليستمر هذا النشاط المتميز على يدي أميرها الحالي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد.

ثم نجد أن سمو الأمير خالد الفيصل يواصل هذا العطاء المتدفق لمسيرة البناء، وتأسيس منارات العلم والثقافة بتبنيه ودعمه لمهرجان سوق عكاظ في محافظة الطائف وكيف تم تحويله إلى مهرجان ثقافي وتراثي محلي هام، استقطب خلال السنوات الثلاث من عمر المهرجان العديد من الأسماء العربية التي شاركت وتفاعلت مع الفعاليات الثقافية والتراثية التي أقيمت به، إلى جانب مشاركات الكتاب والمثقفين المحليين، وهذا العام كان سوق عكاظ مهرجاناً متميزاً ظهر صداه محلياً وعربياً.

ثم يؤسس سموه مؤخراً مراكز حضارية في مناطق ومحافظات منطقة مكة المكرمة باسم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، احتفاء بعودة سموه من رحلته العلاجية، وهي فكرة جديدة في المنطقة، يتبناها الفيصل، ولو تم إقامة مثل هذه المراكز التي ستحتوي على جوانب من الفكر والثقافة والفن التي ستكون ضمن هذه المراكز ستسهم في تحويل محافظات منطقة مكة المكرمة إلى محافظات تكتنز بالتاريخ والحضارة، وتحتفي بالفكر والتراث في آن واحد، وهو ما يتبناه سموه ويطمح إلى تحقيقه، لماذا لا تتحول مثل هذه الأفكار المليئة بالابتكارات إلى الميدان العملي في مدارس وزارة التربية والتعليم، لماذا لا تهتم الوزارة بمثل هذه الجوانب التي تؤسس لبناء الفكر لدى طلابنا منذ نعومة أظفارهم، هذه دعوة جادة أن تستفيد كافة القطاعات من فكر وطرح سموه الأمير خالد الفيصل عبر المشاريع والإنجازات الثقافية التي يتبناها، وعبر الأهداف البناءة والطموحة التي اعتمدت على رؤية عميقة في تأسيس مؤسسة الفكر العربي، ويمكن العودة إلى أهداف هذه المؤسسة الهامة التي تصاعدت فعالياتها وتنوعت واستقطبت المفكرين والكتاب العرب من كافة أقطار الوطن العربي، إنها دعوة صادقة.