من العامة في نجد، وربما في غير نجد يقولون إذا رأوا جنازة رجل كريم ذو نخوة وذو يد معطاءة، يؤلف به بين الناس ولا يفرق، يحب الخير ويحث على فعله: (شمس غابت) هذا إذا لم يكن له من الأبناء من يتصف بصفته ويفعل بفعله، فهم يصفون الكريم بماله وخلقه الذي لا يقتصر على الأدنين منه وإنما هو يشمل بعطفه وخلقه كل من يعرفه، ب (الشمس).
|
أما إذا رأوا جنازة رجل لم يذكر بخير وإنما كان إلى الإساءة منه أقرب إلى الإحسان، وإلى عدم التواصل فيما ينشئ تآخياً وصداقات من شأنها علاقات اجتماعية تربط الناس بعضهم ببعض، فإنهم يقولون: (حصاة زلت عن طريق) وكأنما هو كما يقال (حجر عثرة في طريق).
|
ومدار هذا الكلام كله لا يخرج في مفهومه عن قول أفضل البشر حينما مر عليه بجنازة فقال: (مُستريحٌ ومُستَراحٌ منه، قالوا يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ قال: (العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها، إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب). (1)
|
والله سبحانه وتعالى يجازي كلا بعمله، ولا أريد الإطالة في سرد الأدلة على ذلك بقدر ما أريد أن أذكر شاهداً في بيت واحد من الشعر هو قول الشاعر محمود الوراق قد قال:
|
كم كبير يوم القيامة يُقصَى |
وصغير له هنالك قدر(2) |
|
1- موطأ مالك - كتاب الجنائز ص 144
|
2- مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي لأحمد قبش ص 478
|
|