لعليّ بت أجزم الآن بأن سبب مشاكلنا الفعلية هم الأشخاص (الطيبون)....!!! فأحياناً من غير أن نشعر تصبح (حسن النيّة) نقمة تعود بالضرر لكل مستخدميها ومن يتعايشون مع المتعاملين بها!
فحتى لو كان علينا تحملهم بدافع حبهم (طبعاً) وتمرير أساليبنا التقليدية معهم تلك المتوجة بالعزيمة والصبر وحسن النية والذكاء فذلك لن يكفي ولن يردع الألم الناتج من (الفزعات) التي ّ يقومون بها للآخرين الذين يضايقوننا كثيراً نحن الأطراف (المتضررين)
هنا أجزم أنا بأنه لابد من نقلة أساسية في طريقة تفكيرنا لحل هذا الصراع الدامي بين مسمى (الاستغلال) و(الفزعة)!!!
حينما أبحث بدواخلهم فإني لا أجدهم أناسا ساذجين بل هم أشخاص يتمتعون بنسبة ذكاء عالية ولكن ولسوء حظهم يعيشون بعالم يضج بالمصالح..ربما استمرارية ثباتهم بموقع العطاء الدائم جعلهم عرضة للسخرية المبطنة كثيراً!! هل يمكن أن نتخيل زماناً ينظر فيه لنا أبناؤنا وأصدقائؤنا وأقرباؤنا إلى الوراء..؟! فيجدوننا قمنا بعمل بغاية السذاجة في حين أننا كنا نعتقد بأننا نقوم بعمل سلوكي غاية بالمجد والنبل!!
تخبرني زميلة لي بأن والدها قام بالتنازل عن حصته كاملة من تركة والده لإخوته مدعياً بذلك بأنه لا حاجه له بها رغم رغبة زوجته وأبنائه بالعدل الإلهي الذي منحهم حق الورث..!
أي نبل قمت به ي (شيخ)!!!
تقص أيضا بأن شقيقتها الأكبر منها - بؤساً - عمراً أصابها مرض شديد فطلب والدي من إخوته أن يساعدوه..،
لكنه تفا جاء ب (وانفض الرفاق)!! بالطبع لا نستطيع أن نخلق مفاهيم جديدة إلا بعد أن نتصورها...!
إن التركيز في سلسلة الانتقالات الزمنية والتمحور الكلي حول الذات وجدران العلاقات الهشة غير القادرة على التماسك أمام تيار الاستغلال المتدفق القادم نحو الأمام بطريقة وحشية تجعلنا نصاب بعاهة مستديمة ونزف دائم ونقف في رجفة الانتظار كي نستعد للاسترخاء وسط رحيل هادئ تكف من خلالها الحياة وتقف عجلة الزمن عن نثر الرماد في عيوننا....!
أن نقطة (الذروة) في مسرحية الحياة هذه، نجدها في المشهد الأخير...حينما تتملكنا تلك الصحوة التي تسحبنا من بحر العطاء غير المتزن!!
كيّ نصبح أشخاصا أكثر واقعية...
منذ زمن كان الصراع قائما بين الخير والشر وقد شغل هذا الصراع الفلاسفة والأدباء على مر العصور ومازال يلقى رواجاً هائلاً واهتماماً كبيراً حتى عصرنا هذا!!
إنّ الأفيون الذيّ يُسّكن عقولنا ويجعلنا نصدق بحسن نية المجتمع ومصداقية القانون هو الذي جعل منا عالم ثالث..!!!!
كيف لا وحتى هذه اللحظة تسحب النساء كالقطيع وتمتهن حقوقهن ويحرمن من حق الاختيار بالحياة الزوجية وبحق الحضانة وبحق الإنسانية!!
تُزوج القاصرات (قصراً) أمام هيمنة القانون الذي ادعى بأنه يبحث لنا عن مصالحنا ويسن أوامر وحتى هذه اللحظة لم تطبق رغم إعلانهم بتحديد سن زواج القاصر...!!!
كيف لنا أنّ نشعر برقينا وأروقة المحاكم أصبحت كالمشانق تعلق عليها الضحية بصمت قاتل!قالت بعد طلاقي منه لم ينفق على أبنائه وأنا المعيلة الوحيدة لهم والحامية لهم بعد الله فهو مازال يغط بشهواته..!
قالت الأخرى نحن (هي وأبناؤها) لا نعرف ما هي النفقة وأنا على ذمته!!!!
لايوجد من يردعهم فتمادوا..
لو أن القانون يعتبرهم كمخالف سرعة أو قاطع إشارة لما حصل كل هذا اللغط..لماذا لا توجد هنا (قائمة سوداء) ربما لأن القانون (العام) غير مستفيد!
هل يجدر بنا حسن النية أيضا بالسلع والبضائع التجارية؟؟!!!
أين حماية المستهلك وال (فلاشات) وال (الأكشنات) التجارية ترقص على (يلعب مع الراعي وياكل مع الذيب)
والمستهلك المسكين يردد (يا ليل ما طولك)!!!
وتصفعنا الصحف حينما تكتب (مشروب الطاقة الفلاني سحب من الأسواق لاحتوائه على نسبة من الكوكايين بمكوناته الأساسية)
كله (بكوم) - بالعامية - والسياحة الداخلية (بكوم)
لم تشهد عيني استغلالا كا الاستغلال الذي نحظى به من تلك السياحة المتملقة تسحب ما في جيوبنا وتصهر أجسادنا..!!
والله (عيب)...!!!
الفنادق العالمية هي هي العجيب بالأمر أنها بفرنسا أقل سعراً بكثير من ((جده)) ربما لأن الأولى (عانس) والأخيرة (عروس)
حتى العالمية أصبحت ترمي شباكها علينا..
أضحك الله سنّ صديقتي حينما قالت لي نحن نتعرض للمؤامرة حتى لوذهبنا للمريخ!
ربما أصبت هنا..
وربما أُصِبت..!!!
قرأت مقالة لعالم اجتماع عراقي وهم أكثر الناس ألماً قال علي الوردي:
مشكلة الناس أنهم يتوقعون من كل إنسان أن يكون مثلهم في عاداته وأفكاره وعند هذا يسمونه (عاقلاً)..!وهم لا يكادون يلمحون فيه شيئاً من الشذوذ عن مألوفاتهم حتى يسخروا منه ويصفونه بالجنون..!!
فاذا اتضح لهم أخيراً أن شذوذه كان من النوع العالي، وأنه كان مبدعاً جباراً تحولوا إلى تعظيمه!!والناس يفعلون ذلك مرة بعد مرة على توالي الأجيال دون حياء أو ندم..
sara.alzonaidi@gmail.com