في انتظاره، ساعات ويأتي،
بنا شغف إليه،
نترقبه بشوق المفارق،
ننتظره بلهفة السر حين لا يحتمله الصدر،
بنا رغبة الإفضاء إليه بما ثقلت به الأيام في غيابه،
وبنا حماس الكلام معه عما اعتركنا من رهق الضعف،
وغفلنا عنه من يقظة الصواب,
ساعات ويأتي،
ليسمع خفق الصدور الوجلة كيف ستهتبل ثوانيه، ليليه وأيامه,
ليشهد وله الراغب فيه التحرر من همس النفس، وشغب الرغبات،
ليفسح لها من صفائه مدى، ويمنحها من فضاءات نوره صدى،
ساعات ويأتي رمضان..
منحة الله لخلقه ليتطهروا في مواجهة نفوسهم، أعمالهم وأقوالهم، نواياهم وأفكارهم،
منحة الله لكل سلامة فيهم، وعروقهم ودمائهم، جوفهم، ونبضهم، أجسامهم وأرواحهم لتجند في طاعته صوما عن رغباتهم وهواجس شهواتهم..
لأيد تتجه للسماء، وقلوب تخضع للذكر، وعقول تتفكر في العبادة،
طاعة الله فيه دروس، والصبر فيه عبر...
رمضان، ساعات ويطرقنا.. بزوادته الوسيعة ونهره الدافق، فالله أسأل أن يمنحنا القدرة والتوفيق لنأخذ منها ما نعيده لميزاننا قبولا ورضوانا..
وكل رمضان وأنتم بخير.