يُشاهد في غالبية المعارض الفردية أو الجماعية لجوء بعض التشكيليين والتشكيليات إلى عرض لوحات نُقلت من صور فوتوغرافية أو مقتبسة من لوحات فنانين أجانب أو عرب ومنها أعمال لفنانين سعوديين وخليجيين.. وقد يتجاوزون حدود الاقتباس إلى النقل الحرفي، ومن المؤسف أن يرى هؤلاء التشكيليون أو ما يُمكن أن يُطلق عليهم الرسامون أن مثل هذا التصرف سيحقق لهم نتائج إيجابية في مستقبل إبداعهم، غافلين أو متغافلين عن أن لصاحب الصورة أو اللوحة المنقولة الحق بمطالبتهم بحقهم الأدبي وحتى المادي مناصفة، فالمصور أو الفنان صاحب اللوحة المنقولة هما الأصل.. ولهذا وجب على الناقل أن يشير إليهما، وهو الإجراء المتبع عند الأدباء أو الشعراء عند توظيف بيت أو جزء من مقال فيشار في الهامش إلى أنه مقتبس من فلان.
أما المؤلم فهو في أن من يقوم في محيطنا المحلي على نقل من صورة فوتوغرافية أو لوحة يسيء إليها أكثر مما يخدمها عكس ما يشاهد لبعض الرسامين مرتادي المتاحف للنهل من تجارب كبار الرسامين فنجدهم يستنسخون ولا يمسخون ولنا في قوة النقل ومطابقته للأصل ما كان يقوم به الفنان الهولندي رامبرانت بإمضاء اسمه على لوحات تلامذته لمطابقتها لأصل لوحاته.
بالطبع هناك من سيقول أو يدافع عن هذه الفئة بأنهم يبحثون عن سبل تطوير أدواتهم والتعريف بقدراتهم للآخرين ونحن هنا لا نعترض.. بل لنا تجارب خاصة في هذا الجانب كنا نمارسها خلال دراستنا للفن بأن ننقل من لوحات عالمية لكننا نبقيها في مراسمنا أو تتلف من قبل المشرف أو المعلم وعند عرضها أمام الجمهور تضاف صورة اللوحة الأصل واسم الفنان الحقيقي إلى اسم من قام بتقليدها لإبراز قدرة الأخير وإمكانياته الفنية والمقارنة بينهم.
هذه الظاهرة تستحق موضوعاً كاملاً مدعماً بالنماذج الكثيرة التي نطالعها في الكثير من المناسبات التشكيلية ومنها مشاهدتي للوحة لإحدى التشكيليات نُقلت من لوحة للفنان العراقي عامر العبيدي، مما أثار لدي الشك أن المعرض يضم الكثير من اللوحات المقتبسة أو المنقولة من صور ومن لوحات لفنانين آخرين.
إن كان هناك عتب فهو على من يقوم بالتشجيع والدعم للمواهب ويغض الطرف عن مثل هذه الأخطاء ويجهل كيفية إرشادهم إلى الطرق السليمة التي تحفظ ماء الوجه لا أن ندفع بهم إلى الساحة والأضواء بأخطائهم البريئة التي لا يعلمون ما قد يأتي منها من ردود فعل عند انتشار هذه اللوحات عبر المواقع الإلكترونية إلى أعين العالم.
إن في حال افتقاد الفنان للفكرة والتمكن من الأدوات والخصوصية ما يعرضه للفشل.
MONIF@HOTMAIL.COM