القبض على 44 مجرماً من معتنقي الفكر الضال يمثل إنجازاً أمنياً جديداً يضاف إلى سجل وزارة الداخلية في مواجهة الظلاميين، والقبض على هذه الفئة رغم مبالغتهم في التخفي - كما أشارت الوزارة - يكشف بعداً آخر حول حجم الخبرة والتجربة التي راكمتها العناصر الأمنية في المملكة في مواجهة هؤلاء المجرمين والقدرة على متابعتهم والوصول إلى تفاصيل مخططاتهم دون لفت انتباههم.
هذا النوع من المتابعة التي استمرت أشهراً لم تكن لتتأتى لولا توفيق الله ثم التفاعل الشعبي من المواطنين والمقيمين وهو الأمر الذي يؤكد حصانة هذه البلاد المباركة وضيق مساحتها على المخربين والساعين في الأرض فساداً، كما يؤكد أن الحرب على الإرهاب في المملكة تحظى بقناعة راسخة نجحت المملكة في غرسها وإدارتها فكرياً قبل العمل الميداني الأمني. وجود عدد من حاملي المؤهلات العليا والمنظرين الفكريين في هذه الخلايا السرطانية يؤكد أيضاً أن هذه العصابات الإجرامية تسعى إلى استخدام كل الأسلحة لتحقيق مآربها الشريرة وعلى رأسها الفكر وخداع الناشئة بشعارات تنظيرية جوفاء وتؤكد على أن الفكر ما يزال ميدان المعركة الأكبر ضد الإرهاب، وهذه الحقيقة - بالمقابل - تعزز القناعة بالدور الفاعل الذي يناط بدوائر صياغة الفكر والوعي وتؤكد حجم المسؤولية عليها، فالأسرة والمدرسة والجامعة والإعلام تمثل مراكز لتنقية الوعي وتصحيح المفاهيم والتعاطي الواعي من قبل هذه الدوائر والحوار المفتوح يحاصر بحجم اتساعه خفافيش الفكر والظلام! وستنجح المملكة بإذن الله كما تحقق النجاحات تلو النجاحات في معركتها المتواصلة مع من رهنوا أنفسهم للشيطان.
***